2014/07/06

يقولون (الشركة القابضة) ولا نعرف على ماذا تقبض بالضبط !؟

يقولون "الشركة القابضة" . . و لا نعرف على ماذا تقبض بالضبط !؟
فى عالم رجال الأعمال لا يشبع رجل الأعمال . .
فكلما ربحوا كلما تفننوا و أبدعوا فى خلق طرق جديدة للكسب أكثر
و من نفس السلعة التى يبيعونها أو يسوقونها . . !!
و أوضح دليل على ذلك هو شركات الموبايل و الإتصالات . . لا يشبع أصحابها من زيادة المكسب كل يوم !!
فإن كان أحدهم يكسب مثلا 300% من سلعته ، ثم تأتى فترة يصبح مكسبه 280% يقول لك أنا خسران !!؟
و يحزن و يكتئب و يصبه الهلع ليس على خسارة حقيقية بل على نقصان المكسب !!
و نفس الأمر يحدث مع رجال أعمال الغذاء و البناء و الدواء و التكنولوجيا و الزراعة و الصناعة و التجارة بكافة مجالاتها حتى فى الطب و الأطباء الذين أصبحوا أيضا رجال أعمال المرض !!
و الإنسان العادى (الزبون) يدفع و يدفع سدا لحاجاته التى أقنعه بها (الإعلان) أو أقنعه بها رجل الأعمال !!
فقد لا يكون بحاجة إلى ما يشترى . . لكن الإعلان يأتى إليه عبقريا شيطانيا مبتكرا و مستحوذا على عقول الناس (الزبائن) حتى و هم فى بيوتهم لا يفكرون بشيئ ينقصهم . . !!
إنه تحالف بين الأقوياء و الأغنياء على الضعفاء و الفقراء . . تحالف الكبار على الصغار . . و سهلت الدولة دائما أعمال الكبار و فرحت بهم و بضرائب تأخذها منهم . . و نسيت أنها تأخذ من جميع الضعفاء بلا إستثناء . . فرجل الأعمال عندها تحول إلى (جابى) أموال . . عرف كيف يجمعها و يقسمها بينه و بين الدولة الكبيرة المحترمة !!
أما الناس . . فهم محتاجون و طماعون و أغبياء . . مالنا و مالهم !! هكذا يقول رجال الأعمال الكبار !!
ثم إذا تحالف رجال الأعمال معا فينشئون (شركة قابضة) !! تصبح مكاسبها بنسبة عدة آلاف فى المئة !!
و لا أدرى كيف تحمل (المئة) عدة آلاف فوق رأسها !!؟
و لماذا سموها (قابضة) !؟ هل لأنها تقبض فلوس كثيرة !؟ أم لأنها تقبض على مجريات الأمور بقبضة حديدية !؟ أم لأنها تقبض على أموال المحتاجين بقوة و سرعة و براعة !؟ أم لأنها تقبض الأرزاق أو الأرواح  !!؟
أليس فى هؤلاء رجل رشيد !؟
أليس فيهم رجل إنسان . . يعرف أنه سيموت ثم يذهب إلى من يسأله !؟
فى جميع الأديان (حتى الوثنية الخاطئة) يقول الدين دائما: كن رحيما بالناس . . كن قنوعا . . كن طيبا . . كن محبا لمن حولك و معينا لهم . . كن عطوفا على الضعفاء . . كن عادلا و لا تكن جشعا . . فأنت سوف تموت و تأكلك حشرات الأرض . . ثم !؟   ثم ماذا !؟   ماذا ستفعل بكل هذا المال !؟ ألا يكفيك خمسة ملايين أو عشرة !؟ هل أصبح عمرك سباق لكى تجعلهم عشرة مليار و عشرين و خمسين !!؟
أنت مثل (البرغوث) تمص مال الناس و حاجة الناس و ضعف الناس و قلة حيلتهم . .
و ترسخ غباءهم بدلا من تنوير عقولهم . . كما تقول جميع الأديان !!!
ناهيك عن شركات قابضة أخرى و عظمى تبيع المخدرات و تبيع السلاح . . !؟ و تروج له فى كل مكان و زمان و عند كل أزمة تخلقها و عند كل فرصة تجدها . .
ثم يقولون (هم أنفسهم) حقوق الإنسان !!؟ أية حقوق و أى إنسان !؟
إن أسوأ مافى هذه الأرض هو هذا الإنسان . . !! الذى إن إستغنى طغى !! و إن قوى تجبر و أفسد !!
و هذا كلام العزيز الرحمن . . ليس كلامى !!
و صدقت الملائكة عندما علمت ثم قالت لله الخالق العظيم: أتخلق فيها من يفسد فيها و يسفك الدماء !؟
قال لهم سبحانه: (إنى أعلم مالا تعلمون" !!  صدق الله العظيم .
لكنه قال أيضا : إتقوا الله الذى إليه ترجعون !! قالها فى جميع الأديان و فى كل كتاب أنزله للناس . .
فيا أصحاب الأعمال و رجال الأعمال و المال و أصحاب الشركات القابضة . . سيقبضكم الرحمن !!
فكونوا رحماء بالناس يحبكم الناس . .
و من هذا الحب ربما أحبكم الله الذى هو الرحمن الرحيم الحليم الكريم . .
================================= 
ثروت محجوب – 8:37م الأحد 6 7 2014  

No comments:

Post a Comment