يقولون
"الشركة القابضة" . . و لا نعرف على ماذا تقبض بالضبط !؟
فى
عالم رجال الأعمال لا يشبع رجل الأعمال . .
فكلما
ربحوا كلما تفننوا و أبدعوا فى خلق طرق جديدة للكسب أكثر
و من
نفس السلعة التى يبيعونها أو يسوقونها . . !!
و
أوضح دليل على ذلك هو شركات الموبايل و الإتصالات . . لا يشبع أصحابها من زيادة
المكسب كل يوم !!
فإن
كان أحدهم يكسب مثلا 300% من سلعته ، ثم تأتى فترة يصبح مكسبه 280% يقول لك أنا
خسران !!؟
و
يحزن و يكتئب و يصبه الهلع ليس على خسارة حقيقية بل على نقصان المكسب !!
و
نفس الأمر يحدث مع رجال أعمال الغذاء و البناء و الدواء و التكنولوجيا و الزراعة و
الصناعة و التجارة بكافة مجالاتها حتى فى الطب و الأطباء الذين أصبحوا أيضا رجال
أعمال المرض !!
و
الإنسان العادى (الزبون) يدفع و يدفع سدا لحاجاته التى أقنعه بها (الإعلان) أو
أقنعه بها رجل الأعمال !!
فقد
لا يكون بحاجة إلى ما يشترى . . لكن الإعلان يأتى إليه عبقريا شيطانيا مبتكرا و
مستحوذا على عقول الناس (الزبائن) حتى و هم فى بيوتهم لا يفكرون بشيئ ينقصهم . .
!!
إنه
تحالف بين الأقوياء و الأغنياء على الضعفاء و الفقراء . . تحالف الكبار على الصغار
. . و سهلت الدولة دائما أعمال الكبار و فرحت بهم و بضرائب تأخذها منهم . . و نسيت
أنها تأخذ من جميع الضعفاء بلا إستثناء . . فرجل الأعمال عندها تحول إلى (جابى)
أموال . . عرف كيف يجمعها و يقسمها بينه و بين الدولة الكبيرة المحترمة !!
أما
الناس . . فهم محتاجون و طماعون و أغبياء . . مالنا و مالهم !! هكذا يقول رجال
الأعمال الكبار !!
ثم إذا
تحالف رجال الأعمال معا فينشئون (شركة قابضة) !! تصبح مكاسبها بنسبة عدة آلاف فى
المئة !!
و
لا أدرى كيف تحمل (المئة) عدة آلاف فوق رأسها !!؟
و
لماذا سموها (قابضة) !؟ هل لأنها تقبض فلوس كثيرة !؟ أم لأنها تقبض على مجريات
الأمور بقبضة حديدية !؟ أم لأنها تقبض على أموال المحتاجين بقوة و سرعة و براعة !؟
أم لأنها تقبض الأرزاق أو الأرواح !!؟
أليس
فى هؤلاء رجل رشيد !؟
أليس
فيهم رجل إنسان . . يعرف أنه سيموت ثم يذهب إلى من يسأله !؟
فى
جميع الأديان (حتى الوثنية الخاطئة) يقول الدين دائما: كن رحيما بالناس . . كن
قنوعا . . كن طيبا . . كن محبا لمن حولك و معينا لهم . . كن عطوفا على الضعفاء . .
كن عادلا و لا تكن جشعا . . فأنت سوف تموت و تأكلك حشرات الأرض . . ثم !؟ ثم ماذا !؟
ماذا ستفعل بكل هذا المال !؟ ألا
يكفيك خمسة ملايين أو عشرة !؟ هل أصبح عمرك سباق لكى تجعلهم عشرة مليار و عشرين و
خمسين !!؟
أنت
مثل (البرغوث) تمص مال الناس و حاجة الناس و ضعف الناس و قلة حيلتهم . .
و
ترسخ غباءهم بدلا من تنوير عقولهم . . كما تقول جميع الأديان !!!
ناهيك
عن شركات قابضة أخرى و عظمى تبيع المخدرات و تبيع السلاح . . !؟ و تروج له فى كل
مكان و زمان و عند كل أزمة تخلقها و عند كل فرصة تجدها . .
ثم
يقولون (هم أنفسهم) حقوق الإنسان !!؟ أية حقوق و أى إنسان !؟
إن
أسوأ مافى هذه الأرض هو هذا الإنسان . . !! الذى إن إستغنى طغى !! و إن قوى تجبر و
أفسد !!
و
هذا كلام العزيز الرحمن . . ليس كلامى !!
و
صدقت الملائكة عندما علمت ثم قالت لله الخالق العظيم: أتخلق فيها من يفسد فيها و
يسفك الدماء !؟
قال
لهم سبحانه: (إنى أعلم مالا تعلمون" !!
صدق الله العظيم .
لكنه
قال أيضا : إتقوا الله الذى إليه ترجعون !! قالها فى جميع الأديان و فى كل كتاب
أنزله للناس . .
فيا
أصحاب الأعمال و رجال الأعمال و المال و أصحاب الشركات القابضة . . سيقبضكم الرحمن
!!
فكونوا
رحماء بالناس يحبكم الناس . .
و
من هذا الحب ربما أحبكم الله الذى هو الرحمن الرحيم الحليم الكريم . .
=================================
ثروت
محجوب – 8:37م الأحد 6 7 2014
No comments:
Post a Comment