المتخلفون
عقليا و المتقدمون عقليا . . !!
أما
المتقدمون عقليا فهم من يملكون القوة فى أى مكان أو زمان
و
أى شكل من أشكال القوة . .
و
أشكال القوة بالتدريج هى:
1-
القوة القاهرة (السلاح) . .
2-
قوة المال (الشراء) . .
3-
قوة العلم (العقل) . .
أما
المتخلفون عقليا فهم أصحاب المثاليات و الأفكار المثالية و الأحلام الرومانسية
التى لا يمكن تطبيقها على الأرض . . و معهم باقى الناس المنشغلون فقط بحياتهم . .
إن
تاريخ البشرية هو تاريخ سلاح . . تاريخ القوة و تاريخ الحروب . .
و
ما بين كل حرب و حرب توجد مساحة من السلام . .
مساحة
سلام يستعد فيها المتقدمون عقليا للحرب التالية . . !!
و
ينعم فيها المتخلفون عقليا ببهجة الأرض و حلاوة العلاقات و جمال الطبيعة . . !!
و
المتقدمون عقليا يقودون كل شيئ و يديرون و يدبرون كل شيئ و يتحكمون فى كل شيئ . .
فهم الذين يسنون القوانين و يكتبون الدساتير و يضعون الأنظمة . .
و
المتخلفون عقليا هم من يعترضون و ينتقدون و يغضبون و يملؤن الدنيا صراخا و هراءا و
نداءا على حق الفرد و حقوق الإنسان . . !!
المتقدمون
عقليا يخططون لما يريدون وفق ما يرون . .
و
دكتاتورية الذكاء أو ذكاء الدكتاتورية إخترع (الديمقراطية) للمتخلفين عقليا . .
لكى يعيشوا ظن أنهم يقودون حياتهم . . !!
فالمتقدمون
عقليا لديهم إصرار على تنفيذ رؤاهم فوق رأس و أنف المتخلفين عقليا . . إما بالسلاح
و إما بالديمقراطية . . !!
فإن
لم يحقق شعار الديمقراطية ما يريد أصحاب العقول المتقدمة فالبديل هو السلاح (القوة
القاهرة) . . لكى يقنع و يستسلم أصحاب العقول المتخلفة . . !!
السلاح
قوة
و
الديمقراطية قوة أيضا . . لكنها القوة الناعمة !!
و
إن الدنيا كبير و صغير . . قوى و ضعيف . . و ستظل هكذا أبد الدهر . .
القوى
لا يحترم الضعيف حتى يقوى . .
و الكبير
لن يحترم الصغير حتى يكبر . .
أما
الديمقراطية فهى إختراع الكبير لكى يقود بها أصحاب العقول المتخلفة الذين أعجبتهم
الفكرة و استراحوا لها عندما أشعرتهم بشيئ من القوة عوضا عن ضعفهم و ضآلتهم !!
إن
تاريخ البشرية هو تاريخ أقوياء . .
تاريخ
أصحاب سلاح أو أصحاب مال أو أصحاب علم . . فقط !!
و
ماعدا ذلك فهو (حشوة) التاريخ !!
ملايين
و ملايين من المتخلفين عقليا تحت خدمة و أمر المتقدمون عقليا . . !!
و
الأقوياء الثلاثة متحالفون دائما . .
صاحب
السلاح و صاحب المال و صاحب العلم . .
فصاحب
العلم يشتريه صاحب المال . . و صاحب السلاح يمتلك الإثنين !!
فصاحب
السلاح هو دائما فى المرتبة الأولى يليه صاحب المال ثم صاحب العلم . .
إلا
إذا إخترع صاحب العلم ما يحتاجه صاحب السلاح أو يحتاجه صاحب المال . . فيعلو صاحب
العلم و يعلو لكنه لا يعلو فوقهما بل معهما . . !!
كما
حدث مع أينشتاين . . مثلا !!
أينشتاين
صاحب علم و هو من المتقدمون عقليا . . فاحتاجه صاحب السلاح (أمريكا) فاشتراه
بالمال . . !!
و
وافق صاحب العلم . . و إن لم يوافق ما عاش . . وفق ما يراه صاحب السلاح !!
فى
أى مجتمع بشرى كبيرا أو صغيرا بسيطا أو معقدا بدائيا أو متطورا يظهر الكبير كما
تظهر الشمس ليعلو على الصغار و ليقود الكثرة . .
و
الكبار أفرادا . . و الصغار ملايين فى كل زمان و مكان . .
فالتاريخ
تاريخ الكبار يتبعهم الصغار . .
و
لكن . . من هم الصغار تحديدا !؟ من هم المتخلفون عقليا !؟
إنهم
البشر العاديون . . الذين لا يريدون علوا فى الأرض . . يريدون سلاما و يعيشون فى
سلام
مشغولون
بأنفسهم و حياتهم و علاقاتهم و أحوالهم . .
و
الكبير و من حوله من الكبار يقودون لهم حياتهم و يشكلونها و يحددون حدودها و
طريقها بل و أهدافها أيضا !!
يصوغ
الكبير عقل الصغير . . و يشكل الكبير حتى ضمير الصغير . .
و
يبنى له حتى المُثل . . مٌثل عليا أو مٌثل دنيا . . !!
و
المتخلفون عقليا مصدقون و وفق النظام سائرون . . و النظام يأتيهم كل يوم من
التلفزيون و من التعليم فى أول العمر و من الصحف و الكتب و من الممثلين . . أفلام
و حكايات و قصص تقود و تسوق المتخلفين عقليا بقيادة و تأليف المتقدمون عقليا . .
!!
لكن
. . هل حقا لا يوجد سوى المتقدمون عقليا و المتخلفون عقليا . . فقط !!؟
ألا
يوجد طرف ثالث !؟
نعم
. . يوجد طرف ثالث !!
إنه
الله . . الذى خاطب كل الناس . .
خاطب
المتخلفين عقليا و خاطب المتقدمين عقليا . .
و
أمر الجميع كبارا و صغارا . . أقوياء و ضعفاء . .
فكان
خطابه للمتقدمين عقليا تحذيرا و إنذارا . . !!
و
كان خطابه للمتخلفين عقليا سلوة و منهاجا . . !!
و
قال للجميع:
إن
قسمتكم عندى ليس كقسمتكم عند أنفسكم . . !!؟
فقسمتكم
عندى ليس فيها كبيرا أو صغيرا . .
ليس
فيها تقدم عقلى أو تخلف عقلى . . و لا قويا و لا ضعيفا . . !!
بل
إن قسمتكم عندى على حسب القلب و ليس العقل !!
فالقلب
لا يكذب أبدا . . و هو لا يستطيع . .
أما
العقل فهو يكذب كثيرا . . وهو من إخترع الكذب !!
لذلك
فقسمتكم عندى هى قلوبكم . . بها أفاضل بين إنسان و إنسان . .
و
بها يعلو عندى إنسان أو يسقط عندى إنسان . . !!
و
النية تسكن هذا القلب و لا تبرحه أبدا دليل عليه . . و أنا وحدى أعلمها !!
و
النية هى أساس الفعل . . و كل فعل . .
هذا
ميزانكم عندى و قسمتكم عندى . .
فقلوبكم
لا تستطيع أن تكذب . . هكذا خلقتها و سويتها . .
فيا
أيها المتقدمون عقليا إتقوا الله فى المتخلفين عقليا . . !!
و
يا أيها المتخلفين عقليا أطيعونى و لا تطيعوا غيرى . .
فلا
حجة لكم عندى . . إن أطعتم المتقدمين عقليا و عصيتمونى . . !!
.
.
قد
أكون أنا أو أنت من المتخلفين عقليا . . و قد نصبح يوما من المتقدمين عقليا . .
لكن
فى كل حال يظل الطرف الثالث معنا يرقب ما يحدث . . يرقب الغافلون و يرقب المعاندون
. . يرقب الأقوياء أصحاب السلاح و المال و العلم . . و يرقب الضعفاء فى كل صباح و
كل ساعة . .
و
من بين هؤلاء و هؤلاء من يعلم أن القوة لله و بالله . .
فيخشى
و يتأدب و يصبر و ينتظر . .
ينتظر
فرحة كبرى . . مع الله . . الذى هو أكبر . .
================================
ثروت
محجوب - 1:30م الخميس 5 6 2014