لماذا تحدث العداوات بين
الناس . . !؟
و لماذا الناس لا تطيق
بعضها بعضا . . !؟
قال الله فى القرآن:
"قال إهبطوا بعضكم لبعض عدو"
صدق الله العظيم
فى عدة آيات (البقرة 36
- الأعراف 24 - طه 123)
و عبارة بعضكم لبعض تعنى
آدم و حواء و الشيطان . .
يعنى كل البشرية و معهم
شياطين الجن أيضا . .
و هذه العداوة هى أصل
جميع العلاقات بين جميع البشر !!
و العداوة تتدرج من حيث
الدرجة و النوع . .
تبدأ من مجرد أن إنسانا
لا يعجبك فتنفر منه . .
أو أنت لا تعجبه فينفر
منك . .
و تتدرج حتى تصل أقصاها
تجاه إنسان يعترض طريقك !!
مصلحتك تتعارض مع مصلحته
فيبدأ الهجوم من كلا الطرفين . .
و قد يبدأ الهجوم بكلمة
أو كلمات . . دفاع و نقد و حتى سب أو حرب و قتال !!
و كل من الطرفين يرى
الحق معه و فى جانبه فقط . .
و أن الطرف الآخر يريد
سلب هذا الحق . .
و ذلك شعور متبادل
بينهما . . !!
ثم يختلط كلام الكذب
بكلام الحق . . فى معركة تستمر !!
و تتوه الحقوق مع الباطل
. . و المشاهد لهذا يتوه أيضا !!
إلا الله . . . الذى لا
يضل و لا ينسى !! (طه 52)
و هذا المشهد و هذا
الحال متكرر فى البشرية جميعها
و مع جميع أفراد البشر
سواء كانوا أغراب أو شركاء أو أزواج أو زملاء أو حتى أبناء و إخوة !!
تصديقا و تطابقا مع كلمة
قالها الله "إهبطوا بعضكم لبعض عدو" . .
لكن الله قال أيضا: إلا
من تبع هداى . .
". . فمن إتبع هداى
فلا يضل و لا يشقى" (طه 123)
و هدى الله يرسله لنا
دون إنقطاع منذ أن هبطنا إلى الأرض . .
دون إنقطاع . . و حتى
نعود إليه . .
فاعلم . . أنه إن حدثت
بينك و بين أحد من الناس عداوة . .
ثم طالت العداوة و
إستمرت حتى صار منها الضرر و الأذى . .
إعلم أنك لم تتبع هدى
الله فى ذلك الوقت و فى ذلك الأمر . .
حتى و إن كان معك الحق .
. أو معه !!
فإن الله يعلمنا جميعا
عند أى خطأ أو عداوة . .
حتى يتذكر الإنسان بعد
الألم و بعد الخسارة أن هناك رب . .
و أن هناك هداية أرسلها
لنا . .
و ربما بعد ذلك . . بعد
أن يتذكر الإنسان . . مرة بعد مرة
يجعل له من أمره رشــدا
و خيرا . .
و تسقط عنه (العداوة)
التى كتبها الله على جميع الناس و هم لا يشعرون !!
فتصبح (الكلمة) التى
قالها الله (بعضكم لبعض عدو) . . مرفوعة عنه !!
مرفوعة عن ذلك الإنسان .
. فيحيا فى سلام و خير و ود . .
و إن الله يأخذنا
بدعاءنا و ما إستقر فى قلوبنا من النية و القرار . .
و قد قال سبحانه فى
القرآن: ". . قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم" (الفرقان 77) .
و الدعاء هو (تسليم)
أولا ثم (طلب) ثانيا . . !!
و بعد التسليم يأتى
الطلب . .
و الطلب بدون تسليم كلام
فارغ من صدق النية !!
و الله لا يعبأ بكلام أو
دعاء ليس له رصيد فى القلب . .
و القلب يعلمه الله . .
وحــده . . !!
إن أى إنسان لم ترفع عنه
كلمة الله (بعضكم لبعض عدو) هو إنسان شقى
و سيشقى حتى يتعلم . .
طال الوقت أم قصر . .
فاحذر يا مؤمن (عداوة)
كتبها الله على الناس أجمعين
تفسد حياتهم و تصنع لهم
الخسائر و تنقص خيرهم و لا تزيده
و تشقيهم رهقا من أنفسهم
فلا ماتوا و لا عاشوا !!
لكن الله يرفعها عن
المؤمنين . .
الذين سلموا لله أمرهم .
. فأسلموا له أنفسهم و حياتهم . .
ثم طلبوا منه إيمانا به
أن يرفع عنهم ما كتبه على غيرهم !!
و لابد أن تكسر
(العداوة) بينك و بين الناس قبل أن تحدث !!
لابد أن تكسرها مع كل من
تتعامل معهم فى حياتك . .
و إحذر أن تبدأ
(العداوة) منك أنت . . !!
بمشاعر حقد أو حسد أو
غيبة لإنسان آخر أو غيظ . . !!
أو إنكار لخير عند إنسان
آخر حتى لو كان كافرا أو فاسدا !!
فأنت لا تعلم ماذا أراد
الله به و لا تعلم أمر الله فيه . . !!
فإن هذه الأمور و
الأفكار كلها تأكل خيرك أنت دون أن تدرى . . !!
إن كل هذه المشاعر تقع
فى ملعب الشيطان !!
الذى سيأخذك من أطراف
نفسك و يطوحك فى الهواء !!
يطوحك فى هوى الشقاء و
الحسرة و البغضاء و الخسارة . .
ثم يقول للرحمن يوم
القيامة: ". . ربنا ما أطغيته و لكن كان فى ضلال بعيد" (ق 27) .
و الحذر من (العداوة)
التى كتبها الله على الناس لا يكون إلا بما كتبه الله أيضا !!
بالكلمة الطيبة . . التى
تصدر من القلب و صاحبه خالص النية صافى النفس . .
الكلمة الطيبة التى قال
عنها الله أنها مثل شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء !!
(إبراهيم 24) .
أصل الكلمة الطيبة قوى
راسخ و ثابت فى الأرض كجذر الشجرة العميق فى التربة . .
و فرعها فى السماء . .
أى يراه الناس . .
و هذا الفرع يأتيك
بالخير و الثمــار . . ففيه ثمرة الكلمة الطيبة . .
تعود عليك . . تغنيك و
ترضيك . . فى كل حين . .
اللهم لك الحمد و الشكر
و الفضل على ما علمتنا و هديتنا . .
نعــــم . . إن كل شيئ و
كل أمر نجده مكتوبا فى القرآن العظيم . . وصفا و تفصيلا
لكل جوانب
حيـــــــــــاة الإنسان . . و لكل الناس . .
و طوبى لمن تدبر القرآن
. . و عرف و فهم كلام الله . .
طوبى له و طيبـــــا فى
الدنيا قبل الآخــرة . .
و الحمد لله رب العالمين
. .
================================
ثروت محجوب - 7:07 م
الجمعة 12-9-2014 .
E-mail: thzodiac@gmail.com
WebSite: www.thastro.com