2016/04/27

القرآن رسالة (عتاب) للبشرية . . !؟

القرآن رسالة (عتاب) من الله للبشرية . . !!
عاتب الله الناس جميعا فى آخر رسالة من بعد كثرة الرسالات !!
و إذا عاتبك صديق يحبك فهو يذكر لك مافعلت و يفند لك ما صدر منك . .
و لا يعاتبك الصديق فى رسالة أخيرة إلا لأنه أرسل إليك رسالات عديدة سابقة !!
و هذا هو (القرآن) فى مجمل معانيه . . رسالة (عتاب) من الله للناس . .
و جميع رسالات الله السابقة عن طريق جميع أنبياءه لم تكن (عتـــابا) !!
بل بدأ الله الرسالات الأولى عن طريق الأنبياء الأولين بالنصح و التوجيه و التعليم . .
من إدريس حتى نوح و إبراهيم و إسماعيل و لوط و إسحاق و يعقوب و داوود و سليمان و أيوب و موسى و عيسى
و غيرهم ممن نعلم و ممن لا نعلمهم . .
كانت رسالة الله للناس فى البدايات نصح و توجيه و تعليم و لم يكن بها سرد و لا تفنيد و لا قصص !!
و بعد طول هذه الرسالات على مر الزمان . . و من بعد أن كذب بها الناس و أهملوها بل و سخروا منها . . أرسل الله رسالة نهائية أخيرة و خاتمة . . هى الرسالة التى يحتويها القرآن . . !!
و فى رسالة القرآن تفنيد لما فعله الناس قبل نزول القرآن على محمد . .
و فى رسالة القرآن خلاصاب و قصص كثيرة عما فعل الأولين . .
و فى رسالة القرآن عتاب كبير و إعلان غضب من الله على كذب الناس و سخريتهم و إستهانتهم بكلام الله
و فى رسالة القرآن إعلان من الله أنه منع نزول الآيات لأن الناس كذبوا بها و أنكروها . . !!
كانت الآيات تنزل من الله إلى الناس مباشرة لكى يتعظوا و لكى يؤمنوا و لكى يصدقوا أنه هو الله . .
آيات على عيسى و موسى و إبراهيم و نوح و سليمان و غيرهم . . آيات معجزات كثيرة !!
لكن الناس أيضا بعد نزولها كذبوا بها و سخروا منها و لفقوا عنها الأحاديث و زيفوا حقيقتها !!
قال الله فى القرآن " و ما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون . . " (59 الإسراء)
القرآن كله رسالة عتاب و تفنيد لما فعله الناس و تحذير نهائى و أخير لما قد يفعلوه لاحقا !!
رسالة عتاب من خالق يحب خلقه و يرجو لهم الخير بكل أشكاله . .
و فى الدنيا يفعل معك أى صديق يحبك كما فعل الله مع البشر جميعا !!
صديقك بعيد عنك يرسل لك رسائل فيها نصح و توجيه و إرشاد خوفا عليك و حبا فيك . .
ثم بعد طول رسائله إليك و إهمالك لها يرسل لك رسالة أخيرة . . رسالة عتاب !!
عتاب و تحذير . . ترغيب و وعيد . . و رجاء أن تسمع كلامه لأنها آخر رسالة !!
هذا هو الله . . من بعد طول رسالاته للناس . . يرسل لنا رسالته الأخيرة للناس أجمعين
هى القـــرآن العظيم . . من الله الكـــريم . .
و ياحظ من صدق و ياسعد من فهم . . ولا أجمل ممن أطاع . .
و الحمد لله رب العالمين . . على رسالة (العتاب) . . هى القرآن . .
=================================
ثروت محجوب - 1ظ الأربعاء 27-4-2016 

2016/04/24

الذات المتحيزة فى الفرد و الدولة . .

الذات المتحيزة . . فى الفرد و الدولة
-----------------------------------------
الذات هى النفس و هى الكينونة المحددة المتميزة عن سواها من الذوات . .
و الذات هى عماد أى كائن بشرى . . و العقل يسكن بجوارها !!
ذات أى إنسان هى كيانه و أعماقه و نفسه الأصلية الحقيقية . .
و شخصية أى إنسان هى (الصورة) التى يعلنها أمام الناس . . و هى نتاج العقل
فالعقل يرى الإنسان و نفسه و يرى الآخرين أيضا و كل مافى العالم و الوجود . .
و هناك مسافة أو مساحة (فاضية) بين ذات الإنسان و عقله . . !!
و كلما إتسعت هذا المسافة إحتاج العقل جهدا أكبر للتعامل مع الذات !!
و إتساع هذه المسافة معناه أن هناك (فارقا) بين الإنسان فى حقيقة نفسه و بين شخصيته المعلنة !!
و إذا تلاشت هذه المسافة أصبح الإنسان هو نفسه و عقله . . شيئا واحدا !!
لكن الإنسان دائما لديه مايخفيه من نفسه ليقوم العقل بتعديله أو تجميله أو إعادة تقديمه !!
و هذا أمر طبيعى فى جميع البشر . .
لكن الغير طبيعى هو (إتساع) المسافة بين النفس و العقل . . !!
فإن إتسعت هذه المسافة بين نفس الإنسان و عقله أصابه المرض و إختلت شخصيته !!
لأنه سيكون مضطرا طول الوقت لعملية (مداراة) يدارى بها عدم التوافق أو عدم الإنسجام . .
و عملية (المداراة) هذه هى نوع من (الكذب) . . كذب مستمر !!
النفس لا حيلة لنا فيها و لا إختيار و لا إقرار !!
لكن العقل (ذلك المعجزة) هو وحده القادر على الإختيار و التعديل و إعادة التشكيل !!
و للعقل أرسل خالق الإنسان الرسالات و البلاغات . . طالبا (تعديل) هذه النفس !!
و بحسب جميع رسالات الله للإنسان صاحب العقل فإن (التعديل) هو الإصلاح !!
و هو طلب جوهرى و قياسى و أزلى من الله للبشر جميعا . .
فكان (الصراع) هو الذى يشكل حياة الإنسان فى كل عمره . .
صراع مستمر بين عقله (المعجزة الجديدة) و بين نفسه الفريدة الأزلية الجوهرية . .
النفس أو الذات متحيزة دائما لصاحبها بدون نقاش و لا جدال . .
لكن (العقل) هو الوحيد الذى يجادل الذات و يناقشها و هو القادر على تغييرها و تعديلها . .
و فى المجتمع الواحد لا تستطيع الذات أن تعيش بمنطقها !!
لا تستطيع الذات أن تكون متحيزة لصاحبها و لا ترى غيره فى كل شيئ !!
و لكى تحيا الذات فى أى مجتمع لابد لها من الإستعانة بالعقل لكى يقدمها بصورة مناسبة !!
فيقودها العقل فعلا و يتعامل معها بقوة مستخرجا منها ما يسمى بالشخصية !!
فشخصية أى إنسان هى نتاج تعامل عقله مع ذاته أو عقله مع نفسه الأصلية العميقة . .
و (الشخصية) هى الناتج الثالث فى تكوين الإنسان . . بعد ذاته و عقله . .
و هى مستحدثة و ليست أصلية و لا جوهرية و لا أزلية . .
و هى قابلة للتغيير كل وقت . . لكن الذات لا تتغير . . و النفس لا تتغير فهى أصيلة فى كل الكائنات !!
أما (العقل) فهو المستحدث الثانى فى تكوين الإنسان . .
و هو إضافة من الخالق لكائن جديد هو الإنسان
فالعقل فى الإنسان هو (المعجزة الجديدة) التى خلقها الله من بعد خلقه لكل شيئ فى الوجود . .
و إن كانت الذات لا تتغير و لا تتبدل فإن العقل يتطور و يتغير . . بالعلم . .
و العلم هو كل ما يفهمه الإنسان بعقله عن العالم و الوجود من حوله . .
فالعقل هو (نافذة الرؤية) للذات العمياء . . و هو الذى يخاطبه الله . .
و المجتمع عبارة عن تجمع لعدد كبير من الذوات . . ينتج عنها ذات واحدة أكبر !!
نسميها الذات الوطنية أو القومية أو الدولة أو هى ببساطة المجتمع الواحد . .
و هذا المجتمع الواحد أو الدولة له ذاتية و له عقل و له أيضا شخصية . .
ذات الدولة هى كينونتها و أصالتها و صبغتها المتكونة من تآلف جميع الذوات الفردية التى تعيش فيها . .
و عقل الدولة هو علمها و ثقافتها و فهمها للعالم من حولها و هو إدارتها لكل ما يكونها . .
و شخصية الدولة هى ما تقدمه للآخرين من (صورة) مستحدثة و معدلة و فق العقل و الذات . .
و دائما تقع (السياسة) فى نطاق الشخصية . .
فالسياسة هى قدرة مستمرة على التعامل مع العالم وفق إحتياجات الدولة . .
و كما تتغير شخصية الإنسان الفرد مع الوقت تتغير شخصية الدولة أيضا بمرور الوقت . .
و السياسة تتبع ذلك التغيير المستمر حسب الوقت و الزمن و تغير المعطيات الدائم . .
و كما قلنا سابقا . . عندما تتسع المسافة بين ذات الفرد و عقله تختل شخصيته و تعتل . .
ثم يصبح كذابا طول الوقت دون أن يشعر . . فلابد أن يمرض !!
كذلك (سياسة) الدولة إذا بعدت المسافة بينها و بين ذاتها و كيانها ستكون مضطرة للكذب !!
و السياسة الكاذبة هى كل سياسة لا تنبع من ذوات الناس المكونة للمجتمع . . !!
و كما يمرض الفرد تمرض الدولة . . فتصبح مختلة الشخصية فى طور من أطوار حياتها !!
لأن هذا الأمر دائم التغير و التبدل . . فلا مرض يستمر و لا عافية تستمر . . فهو تاريخ الحوادث !!
و كما أن الفرد إذا إختلت شخصيته فى وقت من أوقات عمره فقد نجده صحيحا فى وقت آخر . .
عندما ينجح (عقله) فى إحداث التوافق بين عقله و ذاته فتنجح شخصيته المعلنة أمام الناس . .
و أشد الناس مرضا هو الذى لم يستطع عقله إحداث (التوافق) بين ذاته و عقله . . فهو مريض !!
و لهذا نشأت الحاجة فى العصر الحديث إلى (علم النفس) الذى يحاول إحداث هذا التوافق !!
فالطبيب النفسى يخاطب (عقل) المريض لكى يصالحه مع (نفسه) !!
و بدون (العقل) فلا شفاء و لا نجاح و لا صلاح . .
و الله سبحانه و تعالى فعل ذلك فى كل رسالاته للإنسان من قديم الأزل . .
خاطب الله (عقل) الإنسان لكى يتوافق مع (نفسه) التى هو خالقها . .
الله هو أكبر طبيب . . و الله أكبر من كل أطباء البشر . .
و القرآن هو كلام الله و فيه الشفاء النهائى لأى عقل و لأى ذات أو نفس !!
.
و المشكلة العظمى للدولة هى (ذاتها) التى هى مجموع الذوات المكونة لها . . أى الناس
فتلك مشكلة عظيمة و كبيرة . . لأن هؤلاء الناس مختلفون جوهريا . . فهم ذوات مجزأة !!
أى أن الدولة عبارة عن ذات واحدة متكونة من ملايين الذوات المجزأة . . التى هى الناس
فكيف تجمع الدولة هذه الذوات المجزأة داخل ذات واحدة . . هى كيان الدولة !؟
الذى يقوم بذلك هو (عقل) معين و محدد . . هو (عقل الرئيس) !!
أو هو (عقل) من يديرون هذه الدولة و يرتفعون فوق كل هذه الذوات المجزأة !!
و لكى تكون (شخصية) الدولة (متوافقة) مع (ذات) الدولة فلابد من التوافق مع جميع ذواتها المجزأة !!
أى مع الناس الذين يشكلون الدولة فى مجتمع واحد . .
و لكى يحدث ذلك التوافق فقد إخترع البشر (الديمقراطية) . . التى هى أصلا أخذ رأى الناس !!
لكن العقول إختلفت و تباينت على مدار الزمن . .
و تغيرت (شخصية) الدولة دائما بحسب رؤسائها و بحسب (عقول) من يديرونها . .
و هذا (التغير) هو حركة التاريخ . . سواء فى الفرد أو الدولة . .
و يبقى (العقل) شاهدا علينا و على العالم . . به نخاطب أنفسنا . .
و به يخاطبنا الله . .
=========================
ثروت محجوب - 24-4-2016