2014/09/12

لماذا تحدث العداوات بين الناس . . !؟

لماذا تحدث العداوات بين الناس . . !؟
و لماذا الناس لا تطيق بعضها بعضا . . !؟
قال الله فى القرآن: "قال إهبطوا بعضكم لبعض عدو"  صدق الله العظيم
فى عدة آيات (البقرة 36 - الأعراف 24 - طه 123) 
و عبارة بعضكم لبعض تعنى آدم و حواء و الشيطان . .
يعنى كل البشرية و معهم شياطين الجن أيضا . .
و هذه العداوة هى أصل جميع العلاقات بين جميع البشر !!
و العداوة تتدرج من حيث الدرجة و النوع . .
تبدأ من مجرد أن إنسانا لا يعجبك فتنفر منه . .
أو أنت لا تعجبه فينفر منك . .
و تتدرج حتى تصل أقصاها تجاه إنسان يعترض طريقك !!
مصلحتك تتعارض مع مصلحته فيبدأ الهجوم من كلا الطرفين . .
و قد يبدأ الهجوم بكلمة أو كلمات . . دفاع و نقد و حتى سب أو حرب و قتال !!
و كل من الطرفين يرى الحق معه و فى جانبه فقط  . .
و أن الطرف الآخر يريد سلب هذا الحق . .
و ذلك شعور متبادل بينهما . . !!
ثم يختلط كلام الكذب بكلام الحق . . فى معركة تستمر !!
و تتوه الحقوق مع الباطل . . و المشاهد لهذا يتوه أيضا !!
إلا الله . . . الذى لا يضل و لا ينسى !! (طه 52)
و هذا المشهد و هذا الحال متكرر فى البشرية جميعها
و مع جميع أفراد البشر سواء كانوا أغراب أو شركاء أو أزواج أو زملاء أو حتى أبناء و إخوة !!
تصديقا و تطابقا مع كلمة قالها الله "إهبطوا بعضكم لبعض عدو" . .
لكن الله قال أيضا: إلا من تبع هداى . .
". . فمن إتبع هداى فلا يضل و لا يشقى"  (طه 123)
و هدى الله يرسله لنا دون إنقطاع منذ أن هبطنا إلى الأرض . .
دون إنقطاع . . و حتى نعود إليه . .
فاعلم . . أنه إن حدثت بينك و بين أحد من الناس عداوة . .
ثم طالت العداوة و إستمرت حتى صار منها الضرر و الأذى . .
إعلم أنك لم تتبع هدى الله فى ذلك الوقت و فى ذلك الأمر . .
حتى و إن كان معك الحق . . أو معه !!
فإن الله يعلمنا جميعا عند أى خطأ أو عداوة . .
حتى يتذكر الإنسان بعد الألم و بعد الخسارة أن هناك رب . .
و أن هناك هداية أرسلها لنا . .
و ربما بعد ذلك . . بعد أن يتذكر الإنسان . . مرة بعد مرة
يجعل له من أمره رشــدا و خيرا . .
و تسقط عنه (العداوة) التى كتبها الله على جميع الناس و هم لا يشعرون !!
فتصبح (الكلمة) التى قالها الله (بعضكم لبعض عدو) . . مرفوعة عنه !!
مرفوعة عن ذلك الإنسان . . فيحيا فى سلام و خير و ود . .
و إن الله يأخذنا بدعاءنا و ما إستقر فى قلوبنا من النية و القرار . .
و قد قال سبحانه فى القرآن: ". . قل ما يعبأ بكم ربى لولا دعاؤكم"  (الفرقان 77) .
و الدعاء هو (تسليم) أولا ثم (طلب) ثانيا . . !!
و بعد التسليم يأتى الطلب . .
و الطلب بدون تسليم كلام فارغ من صدق النية !!
و الله لا يعبأ بكلام أو دعاء ليس له رصيد فى القلب . .
و القلب يعلمه الله . . وحــده . . !!
إن أى إنسان لم ترفع عنه كلمة الله (بعضكم لبعض عدو) هو إنسان شقى
و سيشقى حتى يتعلم . . طال الوقت أم قصر . .
فاحذر يا مؤمن (عداوة) كتبها الله على الناس أجمعين
تفسد حياتهم و تصنع لهم الخسائر و تنقص خيرهم و لا تزيده
و تشقيهم رهقا من أنفسهم فلا ماتوا و لا عاشوا !!
لكن الله يرفعها عن المؤمنين . .
الذين سلموا لله أمرهم . . فأسلموا له أنفسهم و حياتهم . .
ثم طلبوا منه إيمانا به أن يرفع عنهم ما كتبه على غيرهم !!
و لابد أن تكسر (العداوة) بينك و بين الناس قبل أن تحدث !!
لابد أن تكسرها مع كل من تتعامل معهم فى حياتك . .
و إحذر أن تبدأ (العداوة) منك أنت . . !!
بمشاعر حقد أو حسد أو غيبة لإنسان آخر أو غيظ . . !!
أو إنكار لخير عند إنسان آخر حتى لو كان كافرا أو فاسدا !!
فأنت لا تعلم ماذا أراد الله به و لا تعلم أمر الله فيه . . !!
فإن هذه الأمور و الأفكار كلها تأكل خيرك أنت دون أن تدرى . . !!
إن كل هذه المشاعر تقع فى ملعب الشيطان !!
الذى سيأخذك من أطراف نفسك و يطوحك فى الهواء !!
يطوحك فى هوى الشقاء و الحسرة و البغضاء و الخسارة . .
ثم يقول للرحمن يوم القيامة: ". . ربنا ما أطغيته و لكن كان فى ضلال بعيد" (ق 27) .
و الحذر من (العداوة) التى كتبها الله على الناس لا يكون إلا بما كتبه الله أيضا !!
بالكلمة الطيبة . . التى تصدر من القلب و صاحبه خالص النية صافى النفس . .
الكلمة الطيبة التى قال عنها الله أنها مثل شجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها فى السماء !!
(إبراهيم 24) .
أصل الكلمة الطيبة قوى راسخ و ثابت فى الأرض كجذر الشجرة العميق فى التربة . .
و فرعها فى السماء . . أى يراه الناس . .
و هذا الفرع يأتيك بالخير و الثمــار . . ففيه ثمرة الكلمة الطيبة . .
تعود عليك . . تغنيك و ترضيك . . فى كل حين . .
اللهم لك الحمد و الشكر و الفضل على ما علمتنا و هديتنا . .
نعــــم . . إن كل شيئ و كل أمر نجده مكتوبا فى القرآن العظيم . . وصفا و تفصيلا
لكل جوانب حيـــــــــــاة الإنسان . . و لكل الناس . .
و طوبى لمن تدبر القرآن . . و عرف و فهم كلام الله . .
طوبى له و طيبـــــا فى الدنيا قبل الآخــرة . .
و الحمد لله رب العالمين . .
================================
ثروت محجوب - 7:07 م الجمعة 12-9-2014 . 
E-mail:  thzodiac@gmail.com
WebSite: www.thastro.com

No comments:

Post a Comment