2014/09/19

المؤمن الصالح و المؤمن العاصى يدخلون الجنة . . و لكن !؟

نحن شعوب مؤمنة . . سيدخلون جميعهم الجنة . .
مهما أخطأوا و مهما أذنبوا . . !!
فالمؤمن الذى يرتكب الذنوب و المؤمن الصالح جميعهم فى الجنة . . !!
فما الفرق إذن بينهما !!؟
ما الفرق بين مؤمن عاصى و مؤمن تقى صالح . . !؟
الفرق فى الدنيــــــــــــــــــا . . !!
الفرق بينهما يقع فى الدنيا . . بين طيب العيش أو شقاء العيش !!
و هناك ميزان دقيق لذلك . . ميزان حساس جدا . . وضعه الله فى الدنيا
فبمجرد ذنب صغير يفعله المؤمن يفسد شيئ ما فى حياته !!
دون أن يدرى و دون أن يشعر . . !!
فأنت لا تعرف أى جزأ فى حياتك سيفسده ذنبك . . !؟
و الذنوب تتدرج من دقائق الذنوب حتى كبائر الذنوب . .
و الميزان دقيق حساس . . يزن الذرات و يزن الأطنان . . !!
فقد يكون ذنبك مجرد تكلم بالغيبة و السوء عن إنسان غائب . .
أو كذب أو خداع أو أى أذى من أى نوع تلحقه بغيرك . .
و قد يكون الذنب أكبر من ذلك . .
فتتآكل أجزاء من الخير و الطيب من حياتك . . دون أن تشعر !!
و لأنك من المؤمنين . . و لأنك ستدخل الجنة كما وعد الله . .
فإن جزأ من حسابك أو عقابك يسرى عليك فى الدنيا . .
فى حياتك الشخصية . . !!
و قال الله فى ذلك: "و لنذيقنهم من العذاب الادنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون" !!
صدق الله العظيم . (آية 21 سورة السجدة) .
و كلمة العذاب الأدنى هو العذاب فى الدنيا . .
و ليس أكثر من العذاب فى الدنيا مثل الفشل و السقوط عن النجاح و الخيبات المتكررة فى أى أمر يسعى له أى إنسان فى حياته . .
و هكــذا تخرب حياة الناس دون أن يشعروا . .
و تفسد تطلعاتهم و تحبط آمالهم و تتهاوى طموحاتهم لأنفسهم . .
بذنوبهم و هم مؤمنون !!
و قال الله أيضا: "ظهر الفساد في البر و البحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون" . صدق الله العظيم.  (الآية 41 سورة الروم)
و الفساد فى البر و البحر هو فساد حياة الناس فى كل مكان على سطح الأرض . . بر و بحر . .
يعنى فساد حياتهم الشخصية و العملية و العاطفية و المالية . . 
فساد حياتهم الطيبة !!
يحدث هذا لغالبية المؤمنين . .
الذين يؤمنون بالله و بالآخرة و بالرسل ثم لا يكون إيمانهم إيمانا حقا . . !!
و هم أحيانا يستغربون . . كيف هم مؤمنين و كيف هم فى تعب و رهق و عذاب . . !؟
ذلك أنهم مؤمنون كثرت ذنوبهم و هم لا يشعرون و لا يفقهون . . !!
و قال الله أيضا: "و إن لو إستقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا"
صدق الله العظيم . (آية 16 سورة الجن) .
الطريقة هى طريق الإيمان . . و الماء الغدق هو رمز الخير الكثير الوفير . .
إن أكثر المؤمنون لا يعلمون أنهم مختبرون أكثر من سواهم !!
يختبرهم الله و يمتحنهم بل و يفتنهم فى إيمانهم !!
و أيضا قال الله: "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون"
صدق الله العظيم. (آية 2 من سورة العنكبوت) .
هذا الكلام من الله موجه للمؤمنين أساسا دون غيرهم من الناس !!
موجه لكل من قال آمنت بالله و بالآخرة و بالرسل . . من قلبه !!
و فتنة الله هى الإختبار و الإمتحان . . و لا يكون إختبار الله لك إلا فيما تحب !!!
فإن كنت تحب المال فسيختبرك الله فى مالك . .
و إن كنت تحب النساء فسيختبرك الله فى النساء . .
و إن كنت تحب الأبناء فسيختبرك الله فى أبناءك . .
و إن كنت تحب الجاه و السلطان فسيختبرك الله فى سلطانك و جاهك . .
فلا يقع إختبار الله إلا فيما نحب . . و كل مؤمن على قدر حاله . .
فإن فشلت فى إختبار فستقع عليك الخسارة فى نفس الأمر الذى تحبه !!
و إن نجحت فسوف يزيد الله لك فيما تحب خيرا كثيرا . .
فى الدنيــــــــــــــــــــــــا . . قبل الآخــــــرة . . !! 
.
.
صادفت فى مرة أحد المؤمنين المسلمين . .
كان يرتكب معصية من الكبائر و كان يصلى الفروض الخمسة !!
فلما سألته . . قال: يا أخى ساعة لربك و ساعة لقلبك !!
ثم قال أيضا: إن الصلاة و ذكر الله تمحو الذنوب !!؟
فكان يرتكب الذنب الكبير ثم يذهب ليصلى . . ليغفر الله له !!!؟
و هكــــــــــــــــــذا !!! سير حياته !!
لكن ما كنت أعلمه عن حياة هذا الشخص أنها فاسدة !!
حياته فاسدة و فيها خراب كثير . . و هو لا يعلم لماذا هى فاسدة !؟
و كان يقول لى : هذا حظى . . و أنا أحاول و أجتهد !!
لكن كل محاولاته فشلت و سقطت . . و تراجع عنه أى نجاح !!
و كان كلما سعى فى أمر فى عمله أو فى حياته جاءه الفشل فى نهاية التعب و السعى !!
و هو يبرر ذلك بأنه (حظه) !!
لكنه لا يعلم أن الذنوب تأكل حياته . . تأكل منها أجزاء و مقاطع بإستمرار !!
فتصبح حياته ( رهقـا ) . . أى تعب لا طائل من وراءه . . !!
فكأنه لا مات و لا عاش . . أحياء ميتون !!
إنهم أصحاب مبدأ (ساعة لربك و ساعة لقلبك)  . . !!
قال الله: "يا أيها الذين آمنوا إستجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه و أنه اليه تحشرون" صدق الله العظيم . (آية 24 سورة الأنفال) .
إذا دعاكم لما يحييكم !! أى لكى تكونوا أحياء أحياء !! و ليس أحياء ميتون !!
و يحول الله بين المرء و قلبه . .
أى يقف الله حائلا بينك و بين قلبك الذى تمنى ثم لا يجاب !!
.
.
و الحمد لله رب العالمين الذى هدانا نوره . . فلا خير أكبر من ذلك . .
لكم و لنا جميعا . . آمين .
=================================
ثروت محجوب - 18-9-2014 4م الخميس -  19 -9 2014 . 
thzodiac@gmail.com
www.thastro.com
=================== 

No comments:

Post a Comment