2015/10/15

ثنائية الكون و الضدية . . !؟

فى هذا الكون . .
الثنائية تفرض الضدية . .
و الضدية تحتم المخالفة و تنطوى على المجابهة . .
و الواحدية تفرض التمام و بسط التحكم . .
الواحد حر لا معارض له . .
و الإثنين مختلفان متضادان متعاكسان . . و إتفاقهما وقتى فقط
و نجاح أى ثنائى مرهون بإتفاقهما فى وقت محدد و ليس طول الوقت . .
و لابد أن يصيبهما الخلاف ليغير إتفاقهما إلى تضاد و مقاومة و مجابهة . .
هذا هو الكون الفسيح بما فيه من حياة و جماد و إنسان . .
ليس فيه (واحد) على تفرده . . إلا الله
و كل مافى الكون (ثنائيات) سواء جماد أو حيوان أو نبات أو إنسان . .
حتى الطاقة (ثنائية) و لا يمكن حدوثها (فردية) . . 
حتى قوة (الجاذبية) تقاوم قوة (الطرد) لكى تستقيم الأشياء و تستقر على الأرض . .
لقد خلق الله هذا الكون بكل فيه على شكل ثنائيات . . إلا هو . . واحد أحد متفرد
و كل (ثنائى) فى الكون يعمل ضد غيره بالطبيعة . .
و إن إتفق (ثنائيان) يستقيم بإتفاقهما حال من أحوال الإستقرار . . حتى الإنسان
و ما ينطبق على (قوة الجاذبية) و (قوة الطرد) ينطبق على الإنسان فى حياته الإجتماعية
فإن كانت الجاذبية أقوى من الطرد إلتصقنا بألأرض و لم نقوى على الحركة . .
و إن كان الطرد أقوى من الجاذبية لطرنا فى الفضاء و فقدنا أى إستقرار . .
و الإنسان فى علاقاته بثنائيات حياته الإجتماعية يبذل (جهدا) طول الوقت لإحداث التوازن ليحقق الإستقرار
و حتى فى الكهرباء هناك سالب و موجب و (فرق الجهد) الذى هو (الفولت) !!
لقد جعل الله الخالق كل شيئ ثنائيا و على شكل (إثنين) . .
موجب و سالب . . ذكر و أنثى . . حتى تذوق اللسان يتأرجح بين حلو و مالح . .
حتى الألوان نفسها إشتقاق بين أبيض و أسود . .
و دائما يقع التوازن عند التعادل . . تعادل فى القوى أو تعادل فى الإحتياجات . . بين أى إثنين !!
إن أى توازن أو إستقرار حاصل بين زوجين هو تعادل فى الإحتياجات . . أو تعادل فى التوجهات
فهو يحتاج إليها و هى تحتاج إليه . . بنفس القدر و بنفس القوة . . فهو ميزان (إحتياجات)
و لو إختل ميزان (التعادل) بينهما يختل ميزان إستقرارهما فورا . .
و قد تكون (الإحتياجات) بينهما فى المشاعر . . مثل حالة الحب . .
و قد تكون (إقتصادية) و قد تكون (إجتماعية) و قد تكون (جنسية) . . أو غير ذلك
لكن فى جميع الأحوال لابد أن تكون (الإحتياجات) بينهما متعادلة حتى يتحقق الإستقرار . .
و إن لم تكن متعادلة (لطار) أحدهما من الآخر أو (جمد) أحدهما عن الآخر . . و يخرب الإستقرار
إنه ميزان دقيق من خالق عظيم وضعه فى كل شيئ حتى فى أنفسنا و أفكارنا و مشاعرنا و علاقاتنا . .
و يبقى هو (الواحد) الأحد الذى ليس له (ثنائى) و ليس له شريك فى ملكه و لا فى حكمه . .
و هكذا نعرف الله . . الواحد المتفرد . . الفرد الصمد . .
و لو كان له (شريك) فى ملكه لفسد كل شيئ فى الدنيا و فى الوجود و فى العالم . .
و هو قال لنا ذلك فى قرآنه العظيم فى آية بسيطة و مباشرة لكن أكثر الناس لا يفقهون . .
قال الله فى الآية 22 من سورة الأنبياء (عن الأرض و السماء) :
"لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا فسبحان الله رب العرش عما يصفون"
و فى سورة المؤمنون آية 91 قال الله:
"ما اتخذ الله من ولد و ما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق و لعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون"
صدق الله العظيم . . و الحمد لله رب العالمين . .
================================
ثروت محجوب - 1:45م الخميس 15-10-2015 

No comments:

Post a Comment