2012/10/29

(17) ذاتــيـتــنـــا و العقـل . . !؟


هل أنت ذاتيــا !؟ أم عقلانيــا موضوعيا !؟

مقارنة بين العقل و الذات فينا !؟


الذات لا ترى إلا نفسها و ما تريد فقط و ما تشعره فى نفسها فقط
و العقل هو الرؤية الكلية لكل المواضيع بما فيها الذات . .
العقل هو العنصر الوحيد الذى كسر إحتباس الذات داخل نفسها ، مثل كل الحيوانات و الكائنات الأخرى . .
العقل خرج عن القاعدة ولأول مرة فى الكون . .
و جعله الله فى الإنسان نافذة يرى من خلالها ، على مقربة من رؤية الله !!!؟
رؤية من نفس النوع ، و إن إختلفت فى الدرجة . . طبعا !!!؟؟
العقل يرى كما يرى الله ، باختلاف فى الدرجة ، لذلك خاطبه الله . . !!؟
خاطبه الله فى لغة مشتركة ، التى هى تعبير عن العقل . .
فاللغة هى تعبير أو هى تصوير لحركة العقل و ميكانيكية العقل
بل إن اللغة هى المفاهيم العقلية التى تعتمل بداخل العقل
و العقل عند الناس درجات ، فى توازيه مع الذات !!
فما يفرق الناس من بعضها هو درجة التوازى عندهم ما بين العقل و الذات . . !!!
من أعلى من من !؟ من أكثر !؟
فإن زادت نسبة العقل عند إنسان فى توازيها مع ذاته
فسوف تجده باحثا مفكرا سائلا كاتبــا
لأنه ستشغله دائما تلك القدرة على الرؤية الشاملة لكل الأشياء
فتشوش عنده رؤية ذاته أو متطلبات ذاته
التى هى محدودة أصلا و تخص نفسها على فرديتها فقط . . !!؟
فالذات يشغلها نفسها ، و توجهاتها محدودة بالفرد نفسه فقط . .
و العقل يشغله كل شيئ ، و توجهاته غير محدودة مثل الذات
و إن كان للعقل حدود ، فحدوده هى كل الوجود . . أكبر من الكون !!!
و إن زادت نسبة الذات على العقل عند إنسان
فسوف تجده مشغولا جدا بنفسه ، متحيزا لها غاية التحيز
و ستصبح الذات هى التى تصبغ كل آراءه فى كل شيئ
فتصبح آراءه ذاتية ، فتسقط فى بئر المحدودية
و لا تستطيع أن تخرج عن الظرف التى هى فيها ، أى تصبح ظرفية !!
حسب الظرف التى تكون فيه ، يكون الرأى !!؟
و لا تستطيع الذات أو الذاتية إلا أن تعبر عن موقفها هى فقط
من وجهة نظر متطلباتها و إحتياجاتها هى فقط و فى الظرف المعين
ثم تحاول صبغ كل ذلك داخل إطار واهى من أطر العقل !!!
فالذات لها قوة عظيمة على الإنسان ، فهى تسحبه للداخل بقوة !!
و العقل يسحبه للخارج على رحابة الوجود و كل الأشياء
فيحدث فيه رحابة الفهم و الرؤية و الإدراك . . !!
و على كل إنسان أن يفهم عن نفسه هذا الأمر !!
و خاصة المرأة !!
التى هى المتهم الأول بالذاتية !!
فمعروف عنها أنها لا تحب الفكر و لا التفكر و لا التأمل و لا الأسئلة التى تخص الدنيا من حولنا . .
و إنما يشغلها كيانها فقط !!
و المشكلة أنه (فقط) !!؟
و مع ذلك فهناك نساء نما لها عقل ، فسألت و فكرت و لاحظت و فهمت و كتبت !!
لم تكتب شكوى عن حالها أو ضياع أحلامها فى كل مرة !؟
و لكنها كتبت عن الإنسان و الدنيا و البشر و الناس و و و
فتحولت من ذات أكبر من العقل ، إلى عقل أكبر من الذات !!
و هن نادرات جدا . . ندرة الزهور الزرقاء فى الحدائق !!

إن الرؤيا الشاملة للعقل أفضل من الرؤية المحدودة للذات !!؟
فإن كان بك ضر أو هم أو كرب أو غم ، فإن رؤية العقل سوف تخفف عنك ما بك !!
لأن العقل يعلم من رؤيته الواسعة أن مشاكل الناس ربما أكبر من مشاكلك
و أن هموم الناس ربما أعظم من همك
فما أصابك قد أصاب الناس مثله ، و ربما أكثر

لكن الذات لا ترى سوى أمرها هى فقط
فتشقى أكثر . . و يكبر فيها الألم
ناهيك عن خطأها الدائم فى الرأى !!

لكن الله أيضا أخبرنـا . . و لم يتركنا بدون شرح !!
ألم يقل الله :
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله . . !؟ من آية 140- آل عمران
و القرح هو المصيبة أو المحنة أو المشكلة المؤلمة
و العقل يفهم ذلك . . يفهم أن ما أصابنى يصيب غيرى
و الذات بمفردها لا تفهم و لا ترى . . !!
و هناك أيضا الكثير من الرجال واقعون فى الذاتية بجدارة ، و لا يعلوا فيهم العقل فوق الذات !!
كثير جدا بين الناس ، و هم الأغلبية ، رجالا كانوا أو نساء . .
لذلك إسمهم " الناس "
و الإنسان مختلف عن الناس !!؟
لكنه من المؤكد أن جمال الناس هو فى العقل النامى أكبر من ذواتهم
فيصبح الناس إنسانا
و يصبح الفرد إنسانا رحيما فاهما عارفا
تتسع نظرته لما هو أبعد من ذاته . .
فيرى أوسع و يرى أكثر و يرتقى رأيه لينفع كل الناس
و ليس هو وحده . . !!
و ربما تصبه الحكمة فيكون لمن حوله فى الدنيا شعاع هداية لطريق واحد صاعد لأعلى
وسط ضلال ألف طريق و طريق !!؟

يرقى عقله حتى يستطيع مخاطبة من جعل فيه العقل نفخة من روحه . . الله !!
سيفهم الله ، و سيحب الله
و سيؤمن بالله إيمانا عاقلا شاهدا على عظمة الخالق . . !!
سيحب الله و كنتيجة مباشرة سيحب الناس
و سيشفق عليهم
و سيؤرقه أنهم لم يرو ما رآه . . !!
و سوف يكون دائما منتظرا العودة . . فى حالة إنتظار للعودة !!
العودة خلاصا من دنيا أرادها الله ، و لا يعرف كل شيئ عن السبب !!

ينتظر العودة لكى يعرف العلم من صاحبه . . و عنده !!
" . . فكشفنا عنك غطاءك ، فبصرك اليوم حديد " من سورة ق الآية 22
فأنت الآن عليك غطـاء . . . أنت الآن محجوب . . !!
و عندنا ستكون غير محجوب . . و ستعلم أكثر !!


هكــــــــــذا هـــــــــــــــــو . . !!؟
ثــــــــــــــــــــــــــــــــــروت محجـــــــــــــــــــــوب – 10:41 ص الجمعة 26/8/2011
==========================================
من كتاباتى السابقة فى موقعى thastro على صفحة العقل
==================================
ثروت محجوب - 29/10/2012
========================

No comments:

Post a Comment