2020/08/18

التعددية و هذه الدنيــا

 

التعددية تعمل فى هذه الدنيا . . !!

فإن أردت أن تفهم شيئا أو أمرا يحدث أو حدثا من الحوادث

فعليك (تجميع) التعدد !! تجمع التعدد !!

لأن الحدث الواحد هو مجموعة من الحوادث

و ليس فى حقيقة أمره شيئا واحدا

ففي هذا الوجود لا يوجد (واحد) إلا الله . .

إن حقيقة أى أمر هو (شبكة) من الحوادث

و ليس الأمر أو الحدث هو حدث واحد أو أمر واحد

بأى حال من الأحوال . .

فاجمع الأشياء لكى تفهم !!

إنه هو وحده الله الواحد

و ماعداه فهو تعدد و كثرة و عدد و أعداد

تعددية تعمل فى كل شيئ . .

و حتى المعلومة الفلكية و المقولة الفلكية

داخل الكواكب و النجوم و البروج

لن تحصل عليها إلا إذا جمعت الأجزاء !!

لذلك صعب فهمها على أكثر الكثير من الناس . .

فمن إستطاع تجميع الأجزاء و الكثرة يستطيع أن يفهم

و يمكن له هنا فقط أن يرى الصورة !!

صورة الحوادث و حقيقة الحدث . . أى حدث !!

 

إن (الصفر) هو أساس و بداية العدد و الأعداد و الأرقام

و ليس للعدد نهاية

لكن له بداية . . هى الصفر !!

و الصفر فى علمنا هو لا شيئ

و قد يكون هو كل شيئ !!

نعم . . الصفر هو البداية و ليس له نهاية

ليس للعدد نهاية

و ليس للتعددية نهاية . .

و إن (النسبية) نفسها تحتم وجود بداية !!

بداية لا نهاية لها . . .

فكل الأشياء هى نسبة إلى شيئ آخر

و تسير النسب إلى مالا نهاية . .

لكن لها بداية . .

و البداية ليست إلا الله . .

و ما بعد الله . . لا نهاية له !!

سبحان الله . .

إن هذا (الواحد) أمام كل هذه الكثرة

لابد أن يخلق !!

فهو يخلق طول الوقت . .

هو الواحد الذى خلق كل الكثرة . . حتما

إنه الواحد الذى خلق و يخلق كل شيئ

إنه يخلق طول الوقت

يخلق ما نعلم و ما لا نعلم . .

سبحان الله

و إنه سبحانه هو الذى قال فى كتاب كلامه (القرآن) :

و يخلق ما لا تعلمون . صدق الله العظيم

سبحان الله الحق . . و القرآن كلام الله الحق . .

 

إن من الأشياء المتعددة

ما هو طويل و ما هو قصير

و ماهو سريع و ما هو بطيئ

و كل الأشياء تتحرك حركة دائرية

كل الأشياء تدور

و لا يوجد شيئ واقف و لا ثابت

بل هو يدور

و الدائرة هى حركة لا نهاية لها

تدور و تجرى و تعود حول نقاط لا نستطيع أن نسميها أنها بدايتها !!

بل نستطيع فقط أن نحدد مقياسا لها !!

مقياس لدورانها

لكننا لا نستطيع تحديد بدايتها

أو تلك النقطة التى بدأت منها

و طبعا لا نستطيع تحديد نهاية دورانها

لا نستطيع إلا وضع مقياس فقط حسب حاجتنا !!

و حسب (فرضيتنا) . . إفتراضا فقط !!

فالدائرة لا نهاية لها و لا بداية إلا بإفتراض مقياس . .

 

و إذا دار شيئا ما فى دائرة فهو لا يعود كما بدأ !!

فإذا فرضنا له نقطة بداية لكى يعود إليها فى دورانه

فإنه لا يعود فى حقيقة الأمر كما كان عند بداية الدوران

بل إنه عندما يعود إلى تلك النقطة التى إفترضناها كبداية له

تتغير فيه و حوله أشياء أخرى كثيرة

فلا يكون هو ذلك الذى بدأ ثم دار و عاد إلى نفس النقطة !!

بل هو شيئ آخر . .

فقد إستغرق (زمنا) لكي يعود إلى نقطة مفترضة

و في هذا الزمان المستغرق فقد دارت و تغيرت أشياء أخرى

فزمان عودته إلى نقطة بدأ منها ليس كزمان بدايته

هناك شيئ آخر تغير . .

لأن الأشياء من حوله دارت هى الأخرى

و هذا الأمر ينطبق تماما على الفلك و على النظرية الفلكية كلها !!

فالكوكب الذى بدأ دورانه من نقطة مفترضة

لا يعود كما كان عند بداية دورانه !!

لا يعود كما هو عندما بدأ الدوران من تلك النقطة التى إفترضناها

و هذا هو الزمان . .

و التغير و التطور و الحركة المستمرة . .

كل شيئ يدور فى دائرة . .

و أى دائرة ليس لها بداية و لا نهاية

إلا فقط عند (نقاط) إفتراضية . . !!

و هذه هى النسبية . . أيضا !!

 

لكن العجيب !!

أن بعض الأشياء التى تدور يمكننا أن نقيس لها بداية

ثم نجد أن دورانها قد توقف عند نقطة محددة !!

نهاية دوران !!

فهنا سيكون لدينا ( بداية و نهاية ) !!

و هذه هى جميع حوادث الدنيـــــــــــا !!

نستطيع أن نقيس لها بداية ثم نهاية . .

بقياس الزمان من البداية إلى النهاية

و الزمان هو الفلك الذى يدور و تدور كل أجزاءه بإنتظام

من دوران الكواكب و النجوم و حتى دوران عقارب الساعات التى إخترعناها !!

هى هى نفس الأمر . . !!

دوران عقارب الساعة (مقتبس) من دوران الكواكب . . نحن إقتبسناه !!

فيمكن قياس البدايات و النهايات للحوادث وفق حركة الكواكب و النجوم

لكن الأمر ليس سهلا !!

فقد تستطيع تحديد نقطة البداية على حدث ما يدور

ثم تجد أن الأصعب من ذلك هو تحديد نقطة النهاية لدوران هذا الحدث !!

فهناك (قاعدة) تعمل وراء ذلك . .

لكن إكتشاف هذه القاعدة ليس سهلا

بل هو صعب جدا . . و قد يكون مستحيلا !!

لأنه أمر خفي . .

و أنه يقع فى علم الخالق . . الواحد الذي خلق التعدد و الكثرة

و لا يقع فى دائرة علمنا . . إلا إخبارا منه !!

و إن ذلك بمثابة (معلومة)

معلومة عند من خلق كل هـــذا . .

إنها إرادة الخالق . .

و إنها تقع فى قراره و مشيئته . .

و إنه هو الواحد الذى جعل التعدد و هو الذى بدأ كل شيئ

و هو الذى ينهي كل شيئ و ما يشاء من الأشياء . .

يبدأ دورانها و يعيدها مرات و مرات حتى يوقفها عند نقطة محددة !!

يوقفها هو عند نقطة معينة أثناء دورانها

دورانها على مقياس آخر !!!

هو يعرفه . . لأنه هو يريده . . !!

سبحان الله . .

و على مثال ذلك تقع كل الحوادث . .

من ميلاد و موت

و من إرتفاع و سقوط

و من نجاح و فشل

و من بداية أى شيئ ثم نهايته

أو بداية أى حال ثم تغييره . .

فسبحان الله الخالق العظيم العالم العليم . .

 

و من الأمور المثيرة للدهشة و تبعث على التوقف

هى أنه عندما يدور أى شيئ فهو حتما يدور حول شيئ آخر !!

و إن هذا الذى يدور كلما عاد إلى ما يدور حوله

فإن أمرا جديدا يبدأ !! و ينتهى أمر قد أصبح قديما !!

ينتهي أمر و يبدأ أمر . . ينتهي حدث و يبدأ حدث آخر !!

أو ينتهى حال و تبدأ حال أخرى . .

و ذلك على نفس نقطة المقياس على الدائرة التى نقيس عليها !!

فكلما عاد ما يدور إلى ما يدور حوله . . حدث التغيير !!

فلو إعتبرنا أن تلك النقطة هى الصفر

فإن العودة المستمرة فى دوران شيئ إلى نقطة الصفر

هى علامة قوية على حدوث تغير ما فى حدث أو حال أو أمر

هى توقيت محدد . . و زمان مقدر !!

فما هى هذه النقطة التى نسميها (صفر) !؟

إنها نقطة نسبية و ليست حقيقية !!

لكنها فاعلة فى كل شيئ فى هذه الدنيـــــــا !!

فنحن مثلا ننظر إلى الكواكب التى تدور من على سطح الأرض

و نقول أن ذلك الكوكب فى الوقت المحدد هو فى موقع كذا و كذا

ننظر إليه نسبة إلى الأرض . . نظرة نسبية

و ليست حقيقية !!

لكن تلك النظرة و هذه النسبية فاعلة فى حياتنا لأقصى درجة !!

و لأننا ننظر إلى الكواكب المتحركة من على الأرض

و التى تتحرك هى أيضا و تدور

فإن مقياس نقطة (الصفر) لأى كوكب يدور . . يتغير باستمرار !!

لأننا ننظر إليه و نحن ندور أيضا !!

فمقياس (الصفر) عند النظر للكوكب من الأرض يتغير و لا يثبت على حال

فإن كان (الصفر) فى دوران عطارد حول الشمس مثلا عند موقع معين

فإن عودة عطارد إلى (الصفر) فى دورانه حول الشمس يأتي فى موقع آخر !!

و هكـــذا . . !!

كأنك تركب أرجوحة و تراقب أرجوحة أخرى تتأرجح بجوارك !!

هذا هو الفلك و هذه هى النسبية التى هى فاعلة فى كل حياتنا !!

و لو كنا ننظر و نحن فى حالة ثبات (الأرض) لاختلف كل شيئ . .

و لو كنا ننظر من كوكب آخر غير الأرض لاختلف أيضا كل شيئ !!

لكننا سكان الأرض و أهل الأرض لا فكاك لنا منها . .

حتى لو سكنا كواكب أخرى فميلادنا هنا و أصلنا غالب !!

 ---------------------------------------------------------------- 

ثروت محجوب

6:05ص الثلاثاء 18-8-2020

2 comments:

  1. الله الله الله ,, لقد طرت في افكارك الفلسفية العميقة الراقية ,, اقرأها وأعيد قرائتها و أتأملها,, و أنظر الى نفسي فأراني أطير مرة اخرى ,, أعشق قلمك ,,
    و سبحان من علمك و فهمك
    سبحانه الواحد الأحد

    ReplyDelete
    Replies
    1. شكرا
      الله يبارك فيك و في علمك
      🌿🌹🌿

      Delete