قصة الأرض
=============
نعم . . القصة هى قصة الأرض !!
ذلك المكان الذى طُردنا إليه
مكان يدور فيه الزمان
و كنا قبله فى مكان ليس فيه
زمان
و ليس فيه دوران
على هذه الأرض كل شيئ يدور
و هى نفسها تدور
و نفوسنا و أجسامنا معها تدور
بين فرح و أحزان تدور
و بين قوة و ضعفا تدور
نزلنا إليها حاملين معنا أسماء
و معاني
أسماء و أحوال
نزوع و غايات و أحلام و آمال
رغبات تريد الخير و تحبه
تسعى إليه حتى ينقلب الخير إلى
شرور
تتفرع عنه شرور
دون أن ندرى . . أو حتى لو كنا
ندرى
فهذه الأرض هى موطن التضاد !!
موطن التعارض و إنقلاب الأحوال
تلك هى أرضنا لا ندرى ماذا تفعل
بنا
حتى و إن كان بعضنا يدرى
فهى أرض من فرط عداوتها حلمنا
بالسلام !!
نتمناه و نرجوه و نريده . .
و لقد كان السلام فينا قبل
الأرض
و لم نكن ندرك أهميته !!
و لم ندرك أنه السلام
و لما نزلنا إليها إشتاقت
قلوبنا إليه
إلى السلام
من كثرة و من فرط عداوة الأرض
و كأن الأرض تعادينا !!
أو كأننا نحن أعداء فيها !!
لكنها أرض طيبة فيها زرع و ماء
و سكن
و مع ذلك لم يمنعنا زرعها و
ماءها عن عداوة بيننا
تسكن فينا و تغلى فى نفوسنا . .
ثم فهم من فهم أنها نقمة علينا
نعم . . هذه الأرض نقمة علينا
نقمة و عذاب و تعب و شقاء و نقص
و قطع
فلقد ولدت من الغضب !!
ولدت الأرض من غضب الرحمن !!
مخصصة لنا
موهوبة لنا . . نتبوأ منها حيث
نشاء
فحيثما ذهبنا لاقينا عذابها و
نقمتها و تقطعها
و مازالت الأرض تدور
آلاف من السنين تدور بنا و فينا
و علينا
حتى أصبح كل مايحدث لنا فيها
مكررا !!
لقد تكرر آلاف المرات . .
و نحن كما نحن . . كما نزلنا
إليها أول مرة
و مازالت تدور
لم يتغير شيئ فينا . .
لم يتغير فينا إلا البيت و
طريقة تناولنا الطعام و شرب الشراب !!
نحن كما كنا . . لم نتغير !!
آمال تولد فينا و تبعث الطاقة و
الحركة فينا
ثم تعارضها آمال أخرى . . آمال
غيرنا
ثم تنكسر الآمال . . آمالنا أو
آمالهم !!
فتتحول الفرحة إلى أحزان
و إلى هموم و أوجاع و ألم و
أشجان
ثم يرجع الأمل مرة أخرى و تدب
فينا الطاقة و الحركة
ثم يدور كل ذلك دورة أخرى
دورة ثانية و ثالثة و رابعة . .
و لا ينتهى الدوران !!
قال لنا الوهاب الذى وهبنا
الأرض
إن هذا الدوران له نهاية كما
كان له بداية
نهاية لا نعلمها نحن . . و
يعلمها هو وحده
إنها أرض تدور
ولدت من غضب الرحمن . . !!
-----------------------------------------------------------------
ثروت محجوب
5:30ص الإثنين 17-8-2020
==========================
No comments:
Post a Comment