العصافير
و الزهور . . و الفراشات . . !!
العصافير
(الرجال) . . و الزهور (النساء) . .
العصفور
(رجل) . . و الزهرة (إمرأة) . .
لكن
ما هى الفراشات !؟
كل
زهرة تسكن البستان و تستقر على أرض الحدائق تحظى بدفئ الشمس و عليل الهواء و رطوبة
الماء من ينابيع الأرض أو مطر السماء و ندى الصباح . .
سعيدة
هانئة بجمال الطبيعة التى تشاركها حلاوة الألوان و تناسق المنظر . .
يأتى
إليها كل طائر يطير فى أجواء الحديقة . . نحلات و فراشات تنقل إليها بذور الحب و
تنال من رحيقها العسل . .
لكن
الزهرة لا تعرف ما الحب إلا فى جوار زهرات أخريات من حولها . . قريبات منها
تشاركنها نفس الحديقة و نفس البستان . . جنة الصغيرة يجمعهم فيها أمان و هناء . .
ثم
فى يوم يأتى عصفور إلى زهرة بعينها فيلقى إليها منقاره حاملا رائحة أخرى غير التى
فى البستان . .
رائحة
السماء البعيدة و الهواء الواسع أو ربما رائحة حدائق أخرى . . !!
لكن
العصفور كلما طار عاد إلى تلك الزهرة . . و هى فى مكانها لا تبرحه حائرة فى تلك
الرائحة التى وصلتها من ذلك العصفور القادم من بعيد . . !!
إنه
يغادرها كل يوم ليعود إليها فى اليوم التالى . . و ذلك حيرها أكثر فبدأت أفكارها
تحاول السفر معه أو السفر إليه . . فانشغلت به دون أن تدرى !!
أما
العصفور فقد كان دائم الترحال مستمر فى طيرانه محلقا فى الأجواء يرى كل شيئ من فوق
. .
كانت
رؤيته واسعة المجال و دقيقة التركيز و شاملة كل المنظر . . و كان بيته بعيدا عن بستان
تلك الزهرة . . لكنه أصبح يسافر إليها كل يوم . . أيام و أيام . .
حتى
قال لها ذات يوم تعالى معى !؟
قالت
له و هى فرحانة متعجبة : كيف آتى معك !؟ . . أنت تطير و أنا لا أطير !؟
قال
لها لابد أن تطيرى . . فالحرية هى أن تطيرى لا أن تبقى مكانك تنتظرين . . !!
قالت
له كنت أشعر أنى حرة قبل قدومك !! و اليوم أعرف أنى غير ذلك !!
قال
لها لقد تذوقت الرائحة التى كانت عندى نقلتها إليك . . فأصبحت ترى ما أرى و أنا
أطير . . !!
قالت
نعم . . أستطيع الآن أن أرى بعينيك ما تراه و أنت تطير . . لكن هذا يخيفنى !!
قال
لها: إن خوفك ينبع من حبك لمن حولك من الزهرات التى ألفتيها و تعودت عليها و
صاحبتيها أياما و عمرا . .
قالت
له: إن خوفى هو من الطيران و ليس خوفى من حبى لمن أجاورهم من الزهرات . .
فلا
أدرى كيف أطير و لا إلى أين أطير . . !؟
قال:
كونى فراشة !! فالفراشة هى زهرة طارت !!
فهناك
زهرات تحولن إلى فراشات و طاروا . . قليلات . .
لكنهم طاروا . . !!
قالت
له: و إن أصبحت فراشة و طرت فهل سأعرف مكان بستانى لأعود إليه مرة أخرى !؟
قال:
ربما تعودين و ربما لا تعودين . . !! لكن
إن أردت فسوف تعودين حتما . . !!
لكنى
أعلم من كثرة طيرانى أن الذى يطير غالبا لا يعود !!
قالت
له: ما أعلمه الآن هو أنى أصبحت أرغب فى الطيران بشدة . .
و
أنه لم يعد يشبعنى بقائى فى بستان منتظرة من يأتى . . !!
فهذا
الإنتظار و هذا البستان كان جميلا فيما مضى . . لكن يبدو أن كل شيئ يتغير !!
البستان
كان جميلا فى وقت . . أما الآن فأنا أريد الطيران . .
و
لابد أن أطير . . معك يا عصفور !!
و
إن لم يكن معك فسوف أطير أيضا !!
أنت
غيرتنى !! غيرت شيئا ما فى طبيعتى !!
كأنك
بعثرت أفكارى ثم لممتها فى وعاء جديد أو عقل جديد !!
زهرة
أنا و قد أكون غدا فراشة . . حولها حب أتى منك . . من عصفور طائر حط على ورودى !!
فرأيت
ورودى كما لم أرها من قبل . . و تعلقت بطيران و مغادرة و سفر و ترحال فى دنيا
بساتين أخرى و حدائق أخرى . . و قد تكون كهوفا مظلمة أو وديانا عميقة . . و قد
تكون بستانا جديدا كل ما فيه يطير !!
قال
لها نعم . . إن الطيران مغامرة كبرى . . و متعة كبرى . . و أحوال أخرى . . و عوالم
جديدة !!
ثم
قال لها: إن الدنيا أكبر من بستانك . . و أوسع من جيرانك . . و أبعد من قريتك . .
فإن
كانت الدنيا تشغلك حقا فطيرى و لا تخافى . . فالعصفور الذى كان يأتى إليك كل يوم
سيبقى معك حتى يعلمك الطيران . . و عند الطيران فلا يوجد حساب لمكسب أو خسارة . .
بل يوجد إختيار و حرية . . !!
ثم
قال: كل إختيار و كل حرية تحوطها جدران عالية إسمها المسؤلية . .
و
كل طائر مسؤل عن نفسه . . و كل زهرة لا خيار لها . .
فللحرية
ثمن قد يكون هو نفس ما نتمنى . . فلا تكون خسارة . .
و
أنا عصفور طائر منذ زمن و ما زلت أطير و كان ثمن حريتى هو نفس ما تمنيت . .
أما
أنت فزهرة وردية تنتظر أن تتحول إلى فراشة . . !!
تلك
قصة عصفور و زهرة و فراشة . .
==============================
ثروت
محجوب – 2:48م الجمعة 20 6 2014
No comments:
Post a Comment