2014/06/20

العصفور و الزهرة و الفراشة . . !؟

العصافير و الزهور . . و الفراشات . . !!
العصافير (الرجال) . . و الزهور (النساء) . .
العصفور (رجل) . . و الزهرة (إمرأة) . .
لكن ما هى الفراشات !؟

كل زهرة تسكن البستان و تستقر على أرض الحدائق تحظى بدفئ الشمس و عليل الهواء و رطوبة الماء من ينابيع الأرض أو مطر السماء و ندى الصباح . .
سعيدة هانئة بجمال الطبيعة التى تشاركها حلاوة الألوان و تناسق المنظر . .
يأتى إليها كل طائر يطير فى أجواء الحديقة . . نحلات و فراشات تنقل إليها بذور الحب و تنال من رحيقها العسل . .
لكن الزهرة لا تعرف ما الحب إلا فى جوار زهرات أخريات من حولها . . قريبات منها تشاركنها نفس الحديقة و نفس البستان . . جنة الصغيرة يجمعهم فيها أمان و هناء . .
ثم فى يوم يأتى عصفور إلى زهرة بعينها فيلقى إليها منقاره حاملا رائحة أخرى غير التى فى البستان . .
رائحة السماء البعيدة و الهواء الواسع أو ربما رائحة حدائق أخرى . . !!
لكن العصفور كلما طار عاد إلى تلك الزهرة . . و هى فى مكانها لا تبرحه حائرة فى تلك الرائحة التى وصلتها من ذلك العصفور القادم من بعيد . . !!
إنه يغادرها كل يوم ليعود إليها فى اليوم التالى . . و ذلك حيرها أكثر فبدأت أفكارها تحاول السفر معه أو السفر إليه . . فانشغلت به دون أن تدرى !!
أما العصفور فقد كان دائم الترحال مستمر فى طيرانه محلقا فى الأجواء يرى كل شيئ من فوق . .
كانت رؤيته واسعة المجال و دقيقة التركيز و شاملة كل المنظر . . و كان بيته بعيدا عن بستان تلك الزهرة . . لكنه أصبح يسافر إليها كل يوم . . أيام و أيام . .
حتى قال لها ذات يوم تعالى معى !؟
قالت له و هى فرحانة متعجبة : كيف آتى معك !؟ . . أنت تطير و أنا لا أطير !؟
قال لها لابد أن تطيرى . . فالحرية هى أن تطيرى لا أن تبقى مكانك تنتظرين . . !!
قالت له كنت أشعر أنى حرة قبل قدومك !! و اليوم أعرف أنى غير ذلك !!
قال لها لقد تذوقت الرائحة التى كانت عندى نقلتها إليك . . فأصبحت ترى ما أرى و أنا أطير . . !!
قالت نعم . . أستطيع الآن أن أرى بعينيك ما تراه و أنت تطير . . لكن هذا يخيفنى !!
قال لها: إن خوفك ينبع من حبك لمن حولك من الزهرات التى ألفتيها و تعودت عليها و صاحبتيها أياما و عمرا . .
قالت له: إن خوفى هو من الطيران و ليس خوفى من حبى لمن أجاورهم من الزهرات . .
فلا أدرى كيف أطير و لا إلى أين أطير . . !؟
قال: كونى فراشة !! فالفراشة هى زهرة طارت !!
فهناك زهرات تحولن إلى فراشات و طاروا . . قليلات . .  لكنهم طاروا . . !!
قالت له: و إن أصبحت فراشة و طرت فهل سأعرف مكان بستانى لأعود إليه مرة أخرى !؟
قال: ربما تعودين و ربما لا تعودين . . !!  لكن إن أردت فسوف تعودين حتما . . !!
لكنى أعلم من كثرة طيرانى أن الذى يطير غالبا لا يعود !!
قالت له: ما أعلمه الآن هو أنى أصبحت أرغب فى الطيران بشدة . .
و أنه لم يعد يشبعنى بقائى فى بستان منتظرة من يأتى . . !!
فهذا الإنتظار و هذا البستان كان جميلا فيما مضى . . لكن يبدو أن كل شيئ يتغير !!
البستان كان جميلا فى وقت . . أما الآن فأنا أريد الطيران . .
و لابد أن أطير . . معك يا عصفور !!
و إن لم يكن معك فسوف أطير أيضا !!
أنت غيرتنى !! غيرت شيئا ما فى طبيعتى !!
كأنك بعثرت أفكارى ثم لممتها فى وعاء جديد أو عقل جديد !!
زهرة أنا و قد أكون غدا فراشة . . حولها حب أتى منك . . من عصفور طائر حط على ورودى !!
فرأيت ورودى كما لم أرها من قبل . . و تعلقت بطيران و مغادرة و سفر و ترحال فى دنيا بساتين أخرى و حدائق أخرى . . و قد تكون كهوفا مظلمة أو وديانا عميقة . . و قد تكون بستانا جديدا كل ما فيه يطير !!
قال لها نعم . . إن الطيران مغامرة كبرى . . و متعة كبرى . . و أحوال أخرى . . و عوالم جديدة !!
ثم قال لها: إن الدنيا أكبر من بستانك . . و أوسع من جيرانك . . و أبعد من قريتك . .
فإن كانت الدنيا تشغلك حقا فطيرى و لا تخافى . . فالعصفور الذى كان يأتى إليك كل يوم سيبقى معك حتى يعلمك الطيران . . و عند الطيران فلا يوجد حساب لمكسب أو خسارة . . بل يوجد إختيار و حرية . . !!
ثم قال: كل إختيار و كل حرية تحوطها جدران عالية إسمها المسؤلية . .
و كل طائر مسؤل عن نفسه . . و كل زهرة لا خيار لها . .
فللحرية ثمن قد يكون هو نفس ما نتمنى . . فلا تكون خسارة . .
و أنا عصفور طائر منذ زمن و ما زلت أطير و كان ثمن حريتى هو نفس ما تمنيت . .
أما أنت فزهرة وردية تنتظر أن تتحول إلى فراشة . . !!

تلك قصة عصفور و زهرة و فراشة . .
==============================
ثروت محجوب –  2:48م الجمعة 20 6 2014  

No comments:

Post a Comment