2014/06/06

المتخلفون عقليا و المتقدمون عقليا . . !؟

المتخلفون عقليا و المتقدمون عقليا . . !!
أما المتقدمون عقليا فهم من يملكون القوة فى أى مكان أو زمان
و أى شكل من أشكال القوة . .
و أشكال القوة بالتدريج هى:
1- القوة القاهرة (السلاح) . .
2- قوة المال (الشراء) . .
3- قوة العلم (العقل) . .
أما المتخلفون عقليا فهم أصحاب المثاليات و الأفكار المثالية و الأحلام الرومانسية التى لا يمكن تطبيقها على الأرض . . و معهم باقى الناس المنشغلون فقط بحياتهم . .
إن تاريخ البشرية هو تاريخ سلاح . . تاريخ القوة و تاريخ الحروب . .
و ما بين كل حرب و حرب توجد مساحة من السلام . .
مساحة سلام يستعد فيها المتقدمون عقليا للحرب التالية . . !!
و ينعم فيها المتخلفون عقليا ببهجة الأرض و حلاوة العلاقات و جمال الطبيعة . . !!
و المتقدمون عقليا يقودون كل شيئ و يديرون و يدبرون كل شيئ و يتحكمون فى كل شيئ . . فهم الذين يسنون القوانين و يكتبون الدساتير و يضعون الأنظمة . .
و المتخلفون عقليا هم من يعترضون و ينتقدون و يغضبون و يملؤن الدنيا صراخا و هراءا و نداءا على حق الفرد و حقوق الإنسان . . !!
المتقدمون عقليا يخططون لما يريدون وفق ما يرون . .
و دكتاتورية الذكاء أو ذكاء الدكتاتورية إخترع (الديمقراطية) للمتخلفين عقليا . . لكى يعيشوا ظن أنهم يقودون حياتهم . . !!
فالمتقدمون عقليا لديهم إصرار على تنفيذ رؤاهم فوق رأس و أنف المتخلفين عقليا . . إما بالسلاح و إما بالديمقراطية . . !!
فإن لم يحقق شعار الديمقراطية ما يريد أصحاب العقول المتقدمة فالبديل هو السلاح (القوة القاهرة) . . لكى يقنع و يستسلم أصحاب العقول المتخلفة . . !!
السلاح  قوة
و الديمقراطية  قوة  أيضا . . لكنها القوة الناعمة !!
و إن الدنيا كبير و صغير . . قوى و ضعيف . . و ستظل هكذا أبد الدهر . .
القوى لا يحترم الضعيف حتى يقوى . .
و الكبير لن يحترم الصغير حتى يكبر . .
أما الديمقراطية فهى إختراع الكبير لكى يقود بها أصحاب العقول المتخلفة الذين أعجبتهم الفكرة و استراحوا لها عندما أشعرتهم بشيئ من القوة عوضا عن ضعفهم و ضآلتهم !!
إن تاريخ البشرية هو تاريخ أقوياء . .
تاريخ أصحاب سلاح أو أصحاب مال أو أصحاب علم . . فقط !!
و ماعدا ذلك فهو (حشوة) التاريخ !!
ملايين و ملايين من المتخلفين عقليا تحت خدمة و أمر المتقدمون عقليا . . !!
و الأقوياء الثلاثة متحالفون دائما . .
صاحب السلاح و صاحب المال و صاحب العلم . .
فصاحب العلم يشتريه صاحب المال . . و صاحب السلاح يمتلك الإثنين !!
فصاحب السلاح هو دائما فى المرتبة الأولى يليه صاحب المال ثم صاحب العلم . .
إلا إذا إخترع صاحب العلم ما يحتاجه صاحب السلاح أو يحتاجه صاحب المال . . فيعلو صاحب العلم و يعلو لكنه لا يعلو فوقهما بل معهما . . !!
كما حدث مع أينشتاين . . مثلا !!
أينشتاين صاحب علم و هو من المتقدمون عقليا . . فاحتاجه صاحب السلاح (أمريكا) فاشتراه بالمال . . !!
و وافق صاحب العلم . . و إن لم يوافق ما عاش . . وفق ما يراه صاحب السلاح !!
فى أى مجتمع بشرى كبيرا أو صغيرا بسيطا أو معقدا بدائيا أو متطورا يظهر الكبير كما تظهر الشمس ليعلو على الصغار و ليقود الكثرة . .
و الكبار أفرادا . . و الصغار ملايين فى كل زمان و مكان . .
فالتاريخ تاريخ الكبار يتبعهم الصغار . .
و لكن . . من هم الصغار تحديدا !؟ من هم المتخلفون عقليا !؟
إنهم البشر العاديون . . الذين لا يريدون علوا فى الأرض . . يريدون سلاما و يعيشون فى سلام
مشغولون بأنفسهم و حياتهم و علاقاتهم و أحوالهم . .
و الكبير و من حوله من الكبار يقودون لهم حياتهم و يشكلونها و يحددون حدودها و طريقها بل و أهدافها أيضا !!
يصوغ الكبير عقل الصغير . . و يشكل الكبير حتى ضمير الصغير . .
و يبنى له حتى المُثل . . مٌثل عليا أو مٌثل دنيا . . !!
و المتخلفون عقليا مصدقون و وفق النظام سائرون . . و النظام يأتيهم كل يوم من التلفزيون و من التعليم فى أول العمر و من الصحف و الكتب و من الممثلين . . أفلام و حكايات و قصص تقود و تسوق المتخلفين عقليا بقيادة و تأليف المتقدمون عقليا . . !!
لكن . . هل حقا لا يوجد سوى المتقدمون عقليا و المتخلفون عقليا . . فقط !!؟
ألا يوجد طرف ثالث !؟
نعم . . يوجد طرف ثالث !!
إنه الله . . الذى خاطب كل الناس . .
خاطب المتخلفين عقليا و خاطب المتقدمين عقليا . .
و أمر الجميع كبارا و صغارا . . أقوياء و ضعفاء . .
فكان خطابه للمتقدمين عقليا تحذيرا و إنذارا . . !!
و كان خطابه للمتخلفين عقليا سلوة و منهاجا . . !!
و قال للجميع:
إن قسمتكم عندى ليس كقسمتكم عند أنفسكم . . !!؟
فقسمتكم عندى ليس فيها كبيرا أو صغيرا . .
ليس فيها تقدم عقلى أو تخلف عقلى . . و لا قويا و لا ضعيفا . . !!
بل إن قسمتكم عندى على حسب القلب و ليس العقل !!
فالقلب لا يكذب أبدا . . و هو لا يستطيع . .
أما العقل فهو يكذب كثيرا . . وهو من إخترع الكذب !!
لذلك فقسمتكم عندى هى قلوبكم . . بها أفاضل بين إنسان و إنسان . .
و بها يعلو عندى إنسان أو يسقط عندى إنسان . . !!
و النية تسكن هذا القلب و لا تبرحه أبدا دليل عليه . . و أنا وحدى أعلمها !!
و النية هى أساس الفعل . . و كل فعل . .
هذا ميزانكم عندى و قسمتكم عندى . .
فقلوبكم لا تستطيع أن تكذب . . هكذا خلقتها و سويتها . .
فيا أيها المتقدمون عقليا إتقوا الله فى المتخلفين عقليا . . !!
و يا أيها المتخلفين عقليا أطيعونى و لا تطيعوا غيرى . .
فلا حجة لكم عندى . . إن أطعتم المتقدمين عقليا و عصيتمونى . . !!
.
.
قد أكون أنا أو أنت من المتخلفين عقليا . . و قد نصبح يوما من المتقدمين عقليا . .
لكن فى كل حال يظل الطرف الثالث معنا يرقب ما يحدث . . يرقب الغافلون و يرقب المعاندون . . يرقب الأقوياء أصحاب السلاح و المال و العلم . . و يرقب الضعفاء فى كل صباح و كل ساعة . .
و من بين هؤلاء و هؤلاء من يعلم أن القوة لله و بالله . .
فيخشى و يتأدب و يصبر و ينتظر . .
ينتظر فرحة كبرى . . مع الله . . الذى هو أكبر . .
================================
ثروت محجوب - 1:30م الخميس 5 6 2014 

No comments:

Post a Comment