2014/05/07

الله و النجوم و الحرية و الجبرية . . !؟

إلى كل من يظن أن النجوم فاعلة بنفسها !!
الكواكب و النجوم وراءها "عاقل" . . و ليس شعاعا مغناطيسيا !!

و مما يدل على أن الفلك وراءه عاقل ، وليس شعاع !! 
أن الأحداث تصنع صناعة عاقل و لا تصنع بفعل شعاع
مثل شعاع يسخن الحديد !!!
مثال :   شخص يلتقى بشخص !!
يعلم الخبير من الفلكيين من خبرته الفلكية
أن هناك حسابات تمكن الفلكى من حساب وقت مقابلة إنسان لإنسان
و برغم أنها صعبة إلا أنها موجودة . .
ففى مثال على هذا :
لو قلنا مثلا أن فلان سوف يلتقى بفلان و قت وصول القمر مثلا إلى درجة 17 عقرب . .
و على فرض أن الحساب صحيح و مظبوط . .
فإننا سنجد أنه قبل لقاء هذين الشخصين كأن الدنيا تخضع لتفعيل مسألة لقاءهما . .
و أن ذلك يحدث قبل اللقاء ربما بساعة و ربما بيوم و ربما بشهر و ربما بسنة و ربما بألف سنة !!
دعنا نبحث فى يوم أو ساعات !!
فسوف نجد أن أحداثا أخرى تحدث لهما ، و تحدث لكل واحد منهما على حدة
و تحدث أيضا من حولهما . . لكى تحقق حدوث اللقاء . .

فمثلا : و الأمثلة كثيرة جدا ، و لك فيها أن تتخيل ما شئت !!
مثلا :
شخص يختلف و يغضب مع أهله ، ثم من فرط ضيقه قرر أن يتصل بصديق
لكى يتحدث إليه فى مشكلته . .
ثم يتصل به ، ثم يقول له الصديق نلتقى غدا مثلا الساعة كذا . .
ثم يأتى غدا فينزل الشخص للشارع بسيارته أو بتاكسى
يسير به من شارع إلى شارع ، و يتوقف فى إشارات و يعبر أخرى
حتى يصل إلى بيت الصديق ، و يلتقى به بعد أو قبل الموعد الذى تحدد بينهما بعشر دقائق !!
لكنه كان بالضبط الموعد المحدد فلكيا !!
بوصول القمر إلى درجة 17 عقرب التى حسبها الفلكى . . !!

ما معنى هـــذا !!؟
المعنى الواضح و المباشر أن وراء الفلك "عاقل"
و ليس شعاع فيزيائى !!
و ذلك العاقل ، الذى هو الله على إطلاق الأمر . .
و هو ملائكة الله تفصيلا . . أو فرعا . . !!
هذا " العاقل " يدبر الأمر ، فهناك حالة تدبير للأمور جميعها 
الذى هو هنا بسيط جدا كحالة لقاء شخص بشخص فى أسباب بسيطة . .
فقد كانت هناك "مقدمات" قبل الحدث ، لكى يتم الحدث . .
و هذه المقدمات كأنها تفهم و تعى ما يحدث . . تفهم كل شيئ
و ترسم و تخطط و تخلق الأسباب و السبل لكى يتم الحدث . . عملية تدبير !!
من أول الفكرة ثم القرار ثم الحركة و الأفعال المتدرجة حتى الوصول . .
وصول شخص إلى شخص . . و هو هنا مثال بسيط . .
فكل تلك المقدمات لايمكن أن تصدر إلا عن عاقل . .
هو الله و ملائكته الموكلين . .
وكلاء الله للتنفيذ . .
مثل ملائكة الله الموكلين بالنار . . لا يعصون الله ما أمرهم !!
و نفس الأمر يحدث لشخص يكسب مالا
أو شخص ينشأ مؤسسة تجارية ، أو شخص يتزوج ، أو شخص يطلق
أو شخص يقتل ، أو يشخص يسرق ، أو  أو  أو  أو . .
كل ما تتخيله من حوادث الدنيا و الحياة مع الناس . . 
كل شيئ صغيرا أو كبيرا
تافهما أو عظيما ، خيرا أو شرا . . يحدث بنفس طريقة المثال السابق . .
حتى أفكارنا و مشاعرنا و جميع توجهاتنا . .
و تبقى الفكرة هى محرك الإنسان الأول من بين جميع مكنوناته !!
تأمل أى حال أنت فيه الآن . . ستجد أنه بدأ بفكرة !!
فمن أين أتت الفكرة !؟
أتت من الله كسقف أعلى ، ثم أتت من النجوم كسقف مباشر فوقنا . . !!؟

فكل ذلك لا يدل على شعاع مغناطيسى وراء تحرك نجم أو كوكب
بل على عاقل هو الله و من بعده ملائكة الله . .

فلو فرضنا أن السبب هو شعاع فيزيائى صادر من الكواكب و النجوم . .
كما يقول الجهلاء من بعض علماء الأمريكان و الغرب . .
فإن الحدث سوف يقع فورا و بدون مقدمات !!!
لأنك لو سلطت شعاعا على قطعة حديد ، فإنه يسخن فورا و مباشرة . .
ليس فى ذلك سلوكيات و أحداث و مواضيع و حواديت . . لكى يسخن الحديد . . !!

إن ذلك خطأ كبير يقع فيه بعض علماء الفلك من الغربيين و الأمريكان
من كان منهم ماديا ، لا يؤمن ، أو لا يريد أن يؤمن بالوحى و بالله . .

أين الحرية فى كل ذلك . . !؟

إنه أمر هام . . و على جانب كبير من الأهمية . . !!
مسألة حرية أو جبرية !!
هل نحن أحرار و نملك حرية القرار ، و نحن نقبع تحت قانون فلك و نجوم فاعلة فينا !؟؟؟
نعم نحن أحرار . .
لدينا حرية تقع فى مساحة إسمها " الإختيار الأول " . . !!
فإختيارنا لأى أمر ، إنما هو نابع منا ، من أنفسنا و شخصنا . . نابع من إرادتنا . .
أما مجريات ما إخترناه فإنها تقع مشاركة بين حريتنا و بين العالم و الدنيا . . !!
و العالم و الدنيا . . تحت إمرة الله . .
فتبدأ حريتنا تقل تدريجيا . . من جراء المواجهة . . كلما تقدمنا باتجاه تحقيق إختيارنا . .

فأنت عندما تختار أمرا ، و تقرر المضى فيه ، فأنت تكون حرا و قتها (معبرا عن ذاتك) . .
و عندما تبدأ فى التنفيذ   تبدأ مشاركة بين فعلك و بين فعل العالم من حولك . .
فتصبح فى مواجهة مع العالم بكل مافيه من حوادث و أفعال أخرى
مخالفة أو متفقة مع فعلك أنت . .
فإن كانت علاماتك الفلكية تؤيد فعلك
فسوف تتذلل لك جميع الحوادث لكى يتم لك الفعل مما أردت . .
و إن كانت علاماتك الفلكية لا تؤيد فعلك
فسوف تجد جميع حوادث العالم بما فيها الناس
تجتمع لتمنع حدوث الفعل الذى أردت . .

و هناك أمور أخرى تقع بين ذلك . . لا هى تمت و لا هى أوقفت !!
بل تبقى معلقة فى خاطر الشخص و فى ضميره و قراره . .
لم تتم و لم تمنع و لم تختفى من العقل . . !!
كأنك تنتظر وقتا آخر لإتمامها ، كمحاولات تبذلها فى سعيك لتنفيذها . .
و ربما يتم لك ما أردت بعد وقت ، و ربما لا يتم أبدا . .
حتى يختفى من عقلك و يصبح ذكرى . . !!

كل ذلك يسمونه النصيب أو المصير أو القدر أو الحظ . .
كلها كلمات تعبر عن نفس المعنى . .
و هذا النصيب و المصير و القدر و الحظ . . إنما يقع تحت إدارة عنصر مهيمن !!
هو الله بلا شك . .
فنحن فى حريتنا إنما نكون فى مواجهة مع الله دائما . . طول الوقت !!
أنت تريد و أنا أريد . . و الله يفعل ما يريد . . !!

و الله كما علمنا ، فهو ينفذ أمره إجمالا كما جاء فى كتبه و رسالاته
و كما جاء أكثر شمولا فى القرآن . .
و ينفذ الأمر فى تفصيله كما جاء فى علم الأسترولوجى و الفلك . .
الذى علمه لأنبياءه فى أول الأمر !!
لكن الأسترولوجى يخضع لمشيئة الله . . فالله فوقه و هو صانعه . .
يشرح لنا الله فى معانى القرآن . . أنه لا يصاب أحد بأى مصاب إلا بما شاء الله . .
و يقول أيضا فى بلاغة المعنى و الدلالة :
                     يمحو الله و يثبت . . و عنده أم الكتاب . .              الرعد - 39
فإن أصابك ما فى الفلك و النجوم ، فقد شاء الله
و إن منع عنك ما قال به الفلك ، فقد شاء الله ذلك . . !!
فالله فوق كل شيئ . .
لأنه هو من صنع كل شيئ . . و نظام الله له المشيئة فيه سبحانه

فإن كنت تريد فهم الأسترولوجى فافهمه هكذا
بهذه الطريقة . . و بهذه الأساسيات الصحيحة

و إن كان هناك أمرا يعتمل فى صدرك ، و لم يحدث بعد . .
فاعلم أنه نتيجة علامة كوكب أو نجم فى طالعك
متربص بك و مازال لم ينفذ !!
و اعلم أن بينك و بين تنفيذه و حدوثه ، إما زمن أو مسافة . . أو زمن و مسافة معا !!؟
و الزمن هو الوقت . . وقت آخر لكى يتم . .
و المسافة هى مكان آخر قد تكون أنت بعيد عنه الآن
و عند وصولك إليه يتم الحدث . . !!
فالكوكب أو النجم فى طالع أى إنسان ، إنما هو يحمل دلالة و معنى و أحداث
يظل يؤثر فى خاطر الإنسان حتى يتم !!
و قد يبدأ ذلك فى الطفولة ( كأصحاب المواهب ) . .
و قد يبدأ ذلك قبل و قت النفاذ بسنين أقل . . و قد يبدأ مباشرة قبل حدوث الحدث . .
ثم لا ننسى أيضا أن هناك أمور تعتمل فى صدورنا طويلا
و لا تتم على مدى العمر . . !!
و لا تقل لنفسك ، و ما الفائدة من ذلك !!
فلا توجد فائدة بالمعنى المحدود الذى يظنه الناس !!
لكن المعنى و السبب يبقى فى يد و فى مشيئة و عند من خلق كل شيئ و دبره . . !!
و يقول الله فى ذلك : مثالا !!
" . . و اعلموا أن الله يحول بين المرء و قلبه . . "         من سورة الأنفال - 24
و معنى ذلك أن يعتمل أمرا قويا فى صدرك و فى قلبك و لا يتم !! كالحب مثلا أو غير الحب
لأن الله حال بينك و بينه !!
و هذا يحدث معنا فى أمور كثيرة . .
أما لماذا حال الله بينك و بين مافى قلبك . . !؟  يعنى مافى قرارك ، و مافى رغبتك . .
فاسأله هو . . إسأل الله . . لأن الجواب عنده فقط . . !!
فإن اراد الله علمك . .
و إن لم يرد تركك حتى تعود إليه . . !!

و اعلم أن الدعاء ، هو إتصال لك مع مدبر و مدير كل شيئ . .  
إتصال لك بالله مباشرة . .
و على ذلك فالدعاء قد يمنع ما تقول به النجوم فى طالعك . . !!
إن أراد الله و استجاب دعاءك !!
تماما كما يحدث فى الدنيا بين الناس و بعضها . .
مثل أن يكون لك طلب فى عملك الذى تعمل به ، و الموظفين الصغار لا يستجيبون لما تطلب
ثم تذهب أنت و تتواصل مع المدير العام  أو صاحب العمل
و تطلب منه ما تريد ، ثم يسمع منك ثم يوافق على طلبك
فيأمر به كل الموظفين لتنفيذه لك . . !!
هذا نفس الأمر . .
الله هو مدبر الدنيا كلها و مديرها و صاحبها . .
و الأسترولوجى و النجوم و الكواكب و الأفلاك جميعها ، هم موظفين تحت إمرة الله . .
الله الذى صنعهم و جعلهم فوقنا . . علامات على ملائكة يدبرون أمر الدنيا . .
و الله يأمرهم وقت يشاء و كيف يشاء . . بتنفيذ أو بمنع !!

إن الله سبحانه و تعالى . . يجعل مبدأ "التوكيل" لتنفيذ الأمور !!
فلديه ملائكة شداد موكلين بالنار لا يعصون الله ما أمرهم !!
و لديه ملائكة الهدى ، كما لديه شياطين يسلطهم على من يشاء !!
فالملائكة و الشياطين كلهم من جند الله . . و لا يعلم جنود ربك إلا هو . . !!
و إن أراد الله أن يصبك بضر أرسل لك ناسا يقومون بذلك !!
و إن أراد الله أن يصبك بخير أيضا يرسل لك ناسا يقومون بذلك !!
و إن أراد الله أن يعلمك شيئا أرسل لك إنسانا يعلمك فى تجربة أو فى قول !!
و إن أراد الله أن يضلك فى الدنيا بسبب إعراضك عنه ، قيد لك شيطانا بجانبك !!
و إن أراد الله أن يهلك قوما بظلمهم أرسل عليهم الريح و حرك من تحتهم الأرض !!
و إن أراد الله خيرا بقوم أنبت لهم الزرع و أجرى الأنهار و بارك فى تجارتهم !!
فإن قالت النجوم بشيئ من هــذا ، فهى مأمورة من خالق يستطيع إيقاف أمرها !!
فيكون التصديق للأصل . . و لا يكون التصديق للفرع !!
فإتصالك بالأصل هو الحق و هو الصواب لكل عاقل . .
أما الفروع فشاهدها كيفما شئت . . و تعلم مافيها برغم غرابتها كيفما شئت . . !!!
ثم قل . . سبحان الله . . الذى أطلعك على شيئ من ملكوته . .

لذلك فأنا فلكى يعلم هــذا جيدا . . و منذ البدايات . .
أعلم أن وراء النجوم خالق النجوم . .
و أعلم أن فوق النجوم خالق عظيم . .
إسمه العظيم المحيط العليم الكبير . . فالله أكبر . .
فأنا فلكى مؤمن . . لذلك يوسع الله على ما أعلم و ما أفهم . .
فلم يتركنى الله حائرا كثيرا
إلا لحظات أو ساعات حتى يلهمنى بالصواب فى الأمر . .
فلم تغرنى الكواكب ، برغم شهادتى عليها و هى توقع الحدث . .
سواء فى أنا أو فى غيرى !!
و إن شهد غيرى – ليس مؤمنا بالله – ما شاهدته أنا فى خبرتى و تجاربى لآمن بالكواكب !!
ثم ينسى الله . . فينسيه الله نفسه !!
( نسوا الله فأنساهم أنفسهم . . )
و هذا ما لا أريده للناس ، و لا لأى إنسان ، تعلم الفلك و إختبر الفلك
و شاهد آثاره بعينه و بعقله ، ثم يقع فى خاطره مدى قوة و سطوة الفلك و النجوم و الكواكب !! 
فهذا شرك عظيم و فتنة له كبيرة . . عليه ألا يقع فيها . . و أن يحذر خداع نفسه . .
بأن يتذكر الله . . الله الذى هو أكبر . . !!

فإن إنخدع أحد فى ذلك ، فسوف يستمر الله فى خداعه !!
سوف ييسر الله له ما وقر فى عقله من خطأ !!
و قد يبلغ خداع الله له ، و مكر الله به إلى حد النجاح !!
أن ينجحه فى ما فهمه خطأ !!؟
و سيكون ذلك مصيبة كبرى على ذلك الإنسان !!
و بلايا سوف تصبه . . لكن بعد حين !!
قال الله فى ذلك :
        " قل من كان فى الضلالة . . فليمدد له الرحمن مــدا . . "      من سورة مريم - 75
(من كان فى الضلالة)   يعنى حريتك !! أنت تختار الإختيار الأول الذى هو الضلال !!
(يمدد له الرحمن مدا) يعنى فعل الله !! يأتى بعد إختيارك !! و انت فيه لست حرا !!

ثم قال الله :
                               " و الذين إهتدوا زادهم الله هدى و آتاهم تقواهم "               سورة محمد - 17
(إهتدوا)   يعنى حريتك !! أنت تختار الإختيار الأول الذى هو الهدى !!
(زادهم الله هدى) يعنى فعل الله !! يأتى بعد إختيارك !! و أنت فيه لست بحاجة للحرية !!
هكذا تفهم الحريــــة و الجبريـــة !!


لقد هدانى الله للصواب من هذا الأمر . . فزادنى علما من علمه
و ألهمنى بالحق فى أى أمر ، لأنى طلبت الحق فى الأمر . .
و لم أطلب إمتيــازا فى الأمر . . !!
لم أطلب تميـزا لى على الناس
و لم أطلب إثارة إعجاب الناس فى تمايز عنهم . .
و لم أطلب إذهال الناس بما أعلم و هم لا يعلمون . . !!
لم أطلب أى شيئ من ذلك . .
 فكانت النتيجة الفعلية أن فهمنى الله أكثر . .
هدانى الله للصواب ، و للحق فى ذلك الأمر . .

فالحمد لله و الشكر لله و الفضل لله . .

ثــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــروت محجـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــوب - الخميس 1/9/2011
========================================== 
ثروت محجوب 7/5/2014 7ص الأربعاء
=========================

No comments:

Post a Comment