2012/01/18

حكاية بسيطة . . ومش بسيطة !؟





حكاية بسيطة لكن عويصة . . !؟
.
.
عاقبك أبوك لعصيانك أمره فوضعك فى غرفة معزولة عنه . .
لكنه أرسل لك الطعام
و أضاء لك الغرفة
و أرسل لك فيها زملاء و أصدقاء و أحباء
و أخذ عهدا على نفسه أن يتركك حرا فى غرفتك . . ترى و تسمع و تختار و تقرر . .
و كفل لك فيها كل حياتك و كل سبل الحياة . . بإستثناء أن تراه . . !!
ثم كلما مرت فترة أرسل لك صديق يختاره هو ليطمئنك و يخبرك بعض الذى حدث . .
أرسل لك أصدقاء له كثيرون . . على فترات و على إختلاف أنواع و أشكال
لكنهم كانوا جميعا يعرفونه كما يعرفوك أنت . . فنقلوا عنه إليك ما أراده منك . .
حتى لا تنساه و لا تنسى أصل الحكاية أثناء إستغراقك فى الغرقة . .
فالغرفة مثيرة . . شديدة الإثارة . . مبهرة . . فاتنة . . جميلة و رائعة و أيضا قبيحة . .
جمالها و قبحها يتبادلان الأدوار عليك . . !!
فإن سعدت بجمالهــــا . . أوقفك عنها قبحها . .
و إن يئست من قبحها . . أتــاك ضياء حلاوتها . .
وقت ثم وقت . . تبادلا عليك و على زملاءك فى الغرفة . . جميعا . .
و هكذا بقيت فيها و بقيتم فيها . . معا . .
ثم . . إلى حيـــــــــــن !!

أما الغرفة فهى الدنيـــــــــــــــــا . . .
فهل علمت من هو أبوك !!؟  
و من هم أصدقاءه الذين وثق فى صدقهم . . !!؟
=============================================

إن الحيــــــــاة حبيبتى . . مهما فعلت فهى حبيبتى . .
لأنى طلبت فهما و فهمت . .
لأنى نظرت إليها بحب و دهشة منذ البداية . .
منذ طفولتى أدهشتنى و حتى الآن . .
كأنى آت من عالم آخر و إستغربت ما وجدته فيها . . !!
فمن يستغرب شيئا لابد أن عنده شيئا آخر تعوده . .
و إلا فكيف تكون دهشته !؟
و إننى قط لم أنكر عليها حق المنع عنى كما أنى شكرتها عند المنح  كطفل . .
فبين منع و منح كنت أحبها بل عاشقها و عاشق كل ما فيها . . حتى الناس و مشاكلهم
أصبح الناس عندى متعة . . متعة الفهم . . متعة رؤيتهم من فوق أرى كل أبعادهم . .
و أرصد كل تحركاتهم كمعلومة تسعدنى كما لم يسعدنى أمرا آخر . .
فسبحان من خلقنى و سوانى و جعلنى معزولا عنها بهمى مرتبطا بها بعقلى . .
فهمى ليس هم الناس و فرحى فيها ليس فرح الناس و عقلى ليس عقل الناس . .
كأنى أشاهد فيلما و أستمتع بمتابعة الحوار و الأحداث و الحركة و الألوان . .
و من خلقنى سمح لى أن أبقى متفرجا متأملا مستغرقا فى متعتى بعقلى . .
سمح لى فلم يزعجنى سبحانه بما أزعج الناس . .
و أبقانى على قرب منه . . و لم يبعدنى . .
-----------------------------------------------------------------------------------------------
ثـــــــــــــــــــــــــروت محجــــــــــــــــــــــوب        18        1        2012        8 ص   الأربعاء
-----------------------------------------------------------------------------------------------


No comments:

Post a Comment